تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: محمد خميس

انطلاقة قوية لقمة الإعلام العربي: آلاف الإعلاميين وشخصيات دولية في قلب الحدث

انطلقت أعمال الدورة الثالثة والعشرين من قمة الإعلام العربي في مركز دبي التجاري العالمي بمشاركة أكثر من 8000 شخصية إعلامية من مختلف أنحاء العالم، من ضمنهم رؤساء مؤسسات وصناع محتوى وخبراء دوليون. وتركز هذه الدورة التي تستمر حتى 28 مايو 2025 على العلاقة المتداخلة بين الفن والإعلام في ظل هيمنة المنصات الرقمية والذكاء الاصطناعي على صناعة الرأي العام والتواصل الجماهيري.

وشهد اليوم الأول حضوراً لافتاً في جلسات المنتدى الإعلامي العربي للشباب، حيث خُصصت برامجه لطلبة الإعلام والمهتمين بمستقبل القطاع.

الذكاء الاصطناعي على طاولة النقاش: فرصة أم خطر؟

ضمن جلسات اليوم الأول، حذّر الدكتور يسار جرار، عضو مجلس أمناء كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، من أن تجاهل التطور التكنولوجي السريع، لا سيما في الذكاء الاصطناعي، قد يُخرج الأفراد والدول من سوق العمل مستقبلاً. وأكد أن من لا يتعلم هذه التقنيات سيصبح "أميًا"، مهما بلغت درجاته الأكاديمية، مشددًا على أهمية استغلال الذكاء الاصطناعي كفرصة لبناء مستقبل أفضل في الإعلام وسواه من القطاعات.

تقرير "نظرة على الإعلام العربي".. رؤية تحليلية لصناعة متغيرة

شهدت القمة إطلاق النسخة المطورة من تقرير "نظرة على الإعلام العربي – رؤية مستقبلية"، الذي أعده نادي دبي للصحافة بالتعاون مع مدينة دبي للإعلام وشركة Strategy&. وقد شارك في الجلسة التحليلية للتقرير عدد من الشخصيات البارزة، منهم ماجد السويدي، راشد المري، وطارق مطر.

وقد أكد المشاركون أن التقرير يُعد مرجعاً استراتيجياً لفهم التحولات في الإعلام العربي، موضحين أن الصناعة تمر بمرحلة مفصلية تتطلب التحول نحو المحتوى الرقمي، والاستثمار في الألعاب الإلكترونية، واعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي.

الإعلام الرقمي vs الإعلام التقليدي: مَن يحسم المعركة؟

ناقش المتحدثون خلال القمة التحوّل المتسارع من القنوات التقليدية إلى المنصات الرقمية، مؤكدين أن رغم انتشار المحتوى الرقمي، إلا أن القنوات الرسمية ما تزال تحتفظ بمستوى عالٍ من المصداقية والثقة لدى الجمهور. وأشار راشد المري إلى أن هناك عودة تدريجية من الجمهور إلى الإعلام التقليدي بسبب التحقق من المعلومة وغياب الرقابة على بعض المنصات الرقمية.

من جهته، شدد طارق مطر على أن القنوات الرسمية لن تختفي، بل ستتكامل مع المنصات الحديثة، مؤكدًا أهمية بناء محتوى ذكي، جذّاب، وتفاعلي يُناسب توقعات الجيل الرقمي الجديد.

منتدى الإعلام العربي: منابر للسياسة والثقافة وصناعة المحتوى

خصص اليوم الثاني من القمة لـ منتدى الإعلام العربي الذي تضمن أكثر من 31 جلسة نقاشية، تناولت قضايا تتعلق بمستقبل الصحافة، والتحولات الاقتصادية، واتجاهات الإعلام الثقافي. كما عُقدت جلسة حوار وزراء الإعلام العرب بمشاركة وزراء من الإمارات والكويت والبحرين ولبنان ومصر.

كذلك شهد المنتدى تكريم الفائزين بجائزة الإعلام العربي في دورتها الـ24، تقديرًا للتميز في الإعلام المكتوب والمرئي والرقمي، وسط حضور واسع من ممثلي المؤسسات الصحفية والإعلامية.

المحتوى الترفيهي وصناعة الألعاب في صلب الاهتمام

ضمن فعاليات اليوم الثاني، خُصصت مساحة كبيرة لمنتدى الأفلام والألعاب الرقمية الذي سلط الضوء على صناعة الترفيه والمحتوى التفاعلي، حيث اعتُبرت الألعاب الإلكترونية من أبرز القطاعات الواعدة في الإعلام الحديث، لما لها من تأثير عميق على فئة الشباب.

اليوم الختامي: تتويج رواد التواصل الاجتماعي العرب

يُختتم الحدث في يومه الثالث بتكريم الفائزين بـ جائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب في 12 فئة، احتفاءً بالنماذج الملهمة التي سخّرت الإعلام الرقمي لخدمة مجتمعاتها، وتسليط الضوء على القضايا الإنسانية والاجتماعية والبيئية من خلال منصات التواصل.

قمة الإعلام العربي ترسم ملامح المستقبل

ترسّخ قمة الإعلام العربي 2025 مكانتها كمنصة استراتيجية تُسهم في إعادة تشكيل المشهد الإعلامي العربي وفق معايير الابتكار والبيانات والتكنولوجيا. وبينما تتسارع وتيرة التغيير، تواصل دبي تعزيز مكانتها كعاصمة للإعلام العربي، تجمع بين الرؤية المستقبلية والحوارات المؤثرة لبناء إعلام قادر على التأثير، والاستدامة، والمنافسة العالمية.