قراءة تحليلية عسكرية أولية لمستوى الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي

profile
  • clock 13 يونيو 2025, 8:33:40 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي

*بقلم: رامي أبو زبيدة – باحث في الشؤون العسكرية والأمنية*

 

الرد الإيراني اتّسم بطابع هجومي واسع النطاق واستعراضي، استخدم فيه مزيجًا من الصواريخ الباليستية متوسطة وبعيدة المدى، بينها صواريخ يفترض أنها من نوع "خيبر شكن" و"شهاب 3 المطورة"، بالإضافة إلى مسيّرات انتحارية هجومية.


الهجوم تم على 3 دفعات رئيسية وفقاً للقناة 12 العبرية، وبلغ عدد المقذوفات ما بين 150 إلى 200 صاروخ، في واحدة من أكبر الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل على الإطلاق.

 

*أهداف الرد: استعادة الهيبة – لا تحقيق توازن الردع الكامل*

 

الرد الإيراني لم يكن شاملاً أو نهائيًا من حيث الطموحات العسكرية، بل جاء تحت عنوان *"استعادة الكرامة العسكرية"* التي مُسّت إثر الضربات الإسرائيلية لقيادات الصف الأول والعلماء النوويين.


تهدف طهران عبر هذا الرد إلى استعادة الحد الأدنى من الردع أمام الداخل الإيراني أولاً، ثم تجاه محور المقاومة والجمهور العربي، وتوجيه رسالة مفادها أن طهران قادرة على إيذاء العمق الإسرائيلي إذا لزم الأمر.

 

*الأثر العسكري: ضرر موضعي وليس استراتيجياً بعد*

 

رغم الحديث عن حرائق قرب مقر وزارة الأمن الإسرائيلية وإصابة أهداف في تل أبيب، إلا أن الاحتلال لا يزال يفرض تعتيمًا إعلاميًا صارمًا على أماكن السقوط والخسائر الفعلية، ما يُصعّب تقييم الأثر بدقة.


لكن من المؤكد أن الرد الإيراني لم يُحدث تحولاً استراتيجياً في ميزان القوى، ولا يبدو أنه أعاق قدرة الاحتلال على مواصلة عملياته الهجومية أو أربك قراره الاستراتيجي بشكل حاسم.

 

*سقف الرد الإسرائيلي المحتمل: مرهون بالضرر الفعلي*

 

الخطوة القادمة تتوقف على حجم الخسائر الفعلية التي تكبدها الاحتلال، فإذا ثبتت إصابات حساسة في مواقع استراتيجية (كمفاعل ديمونا، أو مطارات عسكرية كنيفاتيم ورامون)، فقد ترد تل أبيب بهجوم مضاعف.


وإذا كان الضرر محدوداً، فقد تكتفي إسرائيل بجولة محددة ثم تعود لحرب الاستنزاف طويلة الأمد.

 

*التحول اللافت: إيران تغيّر قواعد الاشتباك*

 

بغض النظر عن النتائج المباشرة، فإن قرار طهران بالرد العلني والواسع يشكّل تحولًا مهمًا في قواعد الاشتباك، وقد يتبعه رفع تدريجي لسقف المواجهة في حال التصعيد. وهذا ما لم تفعله إيران سابقًا رغم عشرات الهجمات ضدها.


*خلاصة تحليلية:*

 

لا يمكن القول إن إيران هُزمت أو فقدت القدرة على الرد كلياً، كما لا يمكن الجزم بأن ما جرى هو "الرد النهائي". الأرجح أننا أمام بداية مسار تصعيدي تدريجي، ستحكمه ردود الأفعال الإسرائيلية، والتحولات السياسية في المنطقة، والموقف الأمريكي.

 

*لكن ما هو مؤكد: إسرائيل لم تعد قادرة على تنفيذ ضربات عميقة دون أن تنتظر عقاباً مباشراً… وهذا تغيير كبير في معادلة الردع، حتى لو كان الرد الإيراني أقل من المتوقع.*

 

التعليقات (0)