شهادات ووثائق تؤرخ لتضحيات أبناء البلدة

في الذكرى الـ78 لمعركة "هاتكفا".. أهالي بلدة سلمة المهجّرة يحيون نضالهم ضد الاحتلال بالأردن

profile
  • clock 3 مايو 2025, 4:56:12 م
  • eye 406
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
أهالي بلدة سلمة المهجّرة

أحيا أهالي بلدة سلمة الفلسطينية المهجّرة، المقيمون في الأردن، الذكرى السنوية الثامنة والسبعين لمعركة "هاتكفا"، التي خاضها مناضلو البلدة ضد العصابات الصهيونية في أيار/مايو 1947، بقيادة الشهيد حسن سلامة، أحد رموز المقاومة الفلسطينية في مرحلة ما قبل النكبة.

 

ندوة "سلمة الباسلة"... سردية وطنية متجددة

بمبادرة من جمعية أهالي سلمة في الأردن، نظّمت اللجنة الثقافية التابعة للجمعية مساء الجمعة ندوة بعنوان "سلمة الباسلة... تاريخ وكفاح". وقد استعرضت الندوة، التي جاءت ضمن الفعاليات الوطنية لإحياء ذكرى النكبة، أبرز محطات النضال في تاريخ البلدة الواقعة شرق مدينة يافا، حيث شكّلت سلمة نموذجًا بارزًا في المقاومة الشعبية الفلسطينية قبل عام 1948.

 

شهادات ووثائق تؤرخ لتضحيات أبناء البلدة

شهدت الندوة تقديم مجموعة من المداخلات التاريخية والميدانية، حيث تحدث الخبير العسكري الفلسطيني واصف عريقات عن ما وثّقه مؤرخون إسرائيليون أنفسهم من شجاعة أهالي القرى الفلسطينية، ومنها سلمة، خلال حرب 1948، مشددًا على أن المقاومة في تلك الفترة لعبت دورًا محوريًا قبل دخول الجيوش العربية.

وفي السياق ذاته، قدّم الباحث صالح أبو إصبع عرضًا موثقًا لمعركة "هاتكفا"، مدعّمًا بشهادات نادرة من الأرشيفين العربي والعبري، شملت صورًا ووثائق لم تنشر من قبل، إلى جانب روايات حيّة لأهالٍ من سلمة عايشوا المعركة وقدموا أبناءهم فداءً لفلسطين.

 

بُعد قومي ودور أردني في الدفاع عن فلسطين

وفي مداخلة لافتة، سلّط الدكتور عبد الحميد المجالي، المتخصص في العلوم السياسية، الضوء على البعد القومي لمعركة الدفاع عن فلسطين، متناولًا الدور البطولي لمئات المتطوعين الأردنيين الذين قاتلوا في صفوف المقاومة، لا سيما في مدن مثل يافا واللد والرملة.

وأشار المجالي إلى أن هذه الذاكرة النضالية المشتركة تؤكد على وحدة المصير العربي في وجه المشروع الصهيوني، داعيًا إلى توثيقها ومواصلة إحيائها للأجيال القادمة.

 

سلمة... قرية نضال ومأساة تهجير

تقع قرية سلمة المهجّرة على بُعد 5 كيلومترات شرقي مدينة يافا. وقد بلغ عدد سكانها أكثر من 7 آلاف نسمة قبل أن تُهجّرهم العصابات الصهيونية بالقوة عام 1948، ضمن خطة تهدف إلى تفريغ المناطق الحيوية من سكانها الفلسطينيين. واليوم، يقيم الآلاف من أبنائها في عدد من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن.

 

إحياء النكبة... ثقافة لا تنطفئ

وتأتي هذه الفعالية ضمن سلسلة من الأنشطة التي يشهدها الأردن خلال شهر أيار/مايو من كل عام لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية، حيث تشارك جمعيات خيرية، ونقابات، وأحزاب سياسية في تنظيم فعاليات ثقافية ووطنية تؤكد على تمسك اللاجئين الفلسطينيين بحق العودة، وتُبقي الذاكرة حيّة رغم عقود التهجير.

في ظل استمرار الاحتلال، تبقى مثل هذه الندوات منابر توثيق للهوية والنضال الفلسطيني، ورسالة بأن الجذور لا تنكسر، وأن المقاومة لا تُقاس فقط بالسلاح، بل بصوت الحقيقة الذي لا يغيب.

التعليقات (0)