تكبير الخط تصغير الخط

وكالات

تواصل سلطات ولاية تكساس جهود الإنقاذ وسط فيضانات مفاجئة ضربت مناطق في وسط الولاية فجر الجمعة، وأدت إلى مقتل ما لا يقل عن 24 شخصًا حتى مساء الجمعة، وفق ما أعلن مسؤولون محليون في مؤتمر صحفي. ولم تُعلن بعد تفاصيل دقيقة عن هويات القتلى أو عدد المفقودين الإجمالي في مقاطعة كير.

الفيضانات نتجت عن أمطار غزيرة غير مسبوقة، حيث شهدت بعض المناطق معدل هطول يعادل ما يسجل عادة في شهر كامل خلال ساعات قليلة فقط. بلدة هانت قرب كيرفيل سجّلت حوالي 6.5 بوصات من الأمطار خلال ثلاث ساعات، وهو معدل يعتبر حدثًا يحصل مرة كل مئة عام وفق الأرصاد الجوية الأمريكية.

عمليات إنقاذ ليلية مكثفة

مع اشتداد الأزمة، عملت فرق الطوارئ طوال الليل في عمليات بحث وإنقاذ متواصلة في مقاطعة كير. أكثر من 500 عنصر من وحدات مختلفة شاركوا في هذه الجهود مدعومين بـ14 مروحية و12 طائرة مسيرة، وتم إنقاذ أو إجلاء 237 شخصًا حتى مساء الجمعة، أكثر من ثلثيهم عن طريق المروحيات.

المشهد كان مأساويًا للغاية: بعض عمليات الإنقاذ كانت تنتشل أطفالًا وبالغين عالقين فوق الأشجار بعد اجتياح المياه لمناطقهم. وأكد الحاكم غريغ أبوت أن فرق الإنقاذ ستواصل تمشيط المناطق المغمورة بلا توقف حتى السبت.

قلق بالغ على فتيات معسكر صيفي

في قلب المأساة تتركز الأنظار على معسكر ميستيك، وهو معسكر صيفي مسيحي خاص في بلدة هانت على ضفاف نهر غوادالوبي الذي ارتفع منسوبه بأكثر من 20 قدمًا خلال أقل من ساعتين. أكثر من 20 فتاة من المعسكر لم يكن قد تم التأكد من مواقعهن مساء الجمعة، ما أثار ذعر العائلات.

نائب الحاكم دان باتريك حاول التخفيف من القلق موضحًا أن عدم معرفة مواقع الفتيات «لا يعني بالضرورة أنهن مفقودات»، في وقت نشر فيه بعض الأهالي صور بناتهم عبر الإنترنت يائسين من الحصول على أي خبر عنهن. بالمقابل، طمأنت السلطات بأن كل من كان في نحو 18 معسكرًا آخر على ضفاف النهر تم التأكد من سلامتهم.

استجابة فيدرالية ومخاوف مستقبلية

الرئيس دونالد ترامب أعلن مساء الجمعة أن إدارته تتعاون مع حاكم الولاية في مواجهة هذه الكارثة، وصرّح للصحفيين على متن طائرة الرئاسة: «سنهتم بهم»، واصفًا الفيضانات بأنها «فظيعة وصادمة».

الحاكم أبوت بدوره أعلن حالة الكارثة في المقاطعات المتضررة، فيما تحذر الأرصاد الجوية من أن شدة الأمطار التي اجتاحت وسط تكساس تعكس ظواهر مناخية قد تتكرر بوتيرة أعلى مستقبلاً، ما يضع السلطات أمام تحديات ضخمة في التخطيط لمواجهة الكوارث الطبيعية.