تكبير الخط تصغير الخط

في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، جدد توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، التأكيد على جهوزية الأمم المتحدة وشركائها لتقديم المساعدات الإنسانية على نطاق واسع، لإنقاذ أرواح المدنيين في جميع أنحاء القطاع.

خطة جاهزة وموثوقة لإنقاذ الأرواح

وفي بيان صدر اليوم السبت، قال فليتشر إن الأمم المتحدة تمتلك الخبرة، والعزيمة، والوضوح الأخلاقي الكافي لتوزيع المساعدات على نحو فعال وسريع. وأضاف مخاطبًا من يقترحون بدائل لتوزيع المساعدات:

"دعونا لا نضيع الوقت، لدينا خطة بالفعل"، مشيرًا إلى أن الوثيقة الحالية تعيد صياغة خطة موجودة مسبقًا تستند إلى مبادئ إنسانية غير قابلة للتفاوض، هي: الإنسانية، النزاهة، الحياد، والاستقلالية.

دعم دولي وشبكة توزيع قوية على الأرض

وأكد فليتشر أن الخطة تحظى بدعم تحالف من المانحين والغالبية العظمى من المجتمع الدولي، مشددًا على أن الأمم المتحدة جاهزة لتفعيلها فورًا "إذا سُمح لنا فقط بأداء واجباتنا"، حسب تعبيره.

وتابع:"لدينا الأشخاص وشبكات التوزيع، ولدينا ثقة المجتمعات المحلية، والمساعدات نفسها متوفرة. هناك 160 ألف منصة نقالة جاهزة للتوزيع الآن"، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة قامت بذلك من قبل ويمكنها تكراره بنجاح.

الاحتلال يواصل عرقلة المساعدات رغم الكارثة

ورغم الاستعداد الدولي، ما زالت إسرائيل تمنع دخول المساعدات وتواصل فرض حصار خانق على قطاع غزة، حيث استأنف الاحتلال عدوانه فجر 18 مارس/آذار 2025، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي. ومع ذلك، خرقت إسرائيل بنود الاتفاق بشكل ممنهج طوال فترة التهدئة.

مجازر متواصلة في غزة وسط صمت دولي

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشهد غزة عدوانًا إسرائيليًا مدمّرًا مدعومًا من الولايات المتحدة وأوروبا، وصفته تقارير حقوقية وإعلامية بأنه إبادة جماعية مكتملة الأركان. وتشير الإحصاءات حتى اليوم إلى أكثر من 172 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة.

دعوة أممية لإنهاء العرقلة وتمكين العمل الإنساني

وفي ختام بيانه، وجّه فليتشر نداءً صريحًا إلى الجهات المعنية بالكف عن العرقلة السياسية والأمنية، والسماح ببدء تنفيذ الخطة الإنسانية على الأرض. وأكد أن القدرة على الاستجابة الإنسانية موجودة، والمساعدات متوفرة، والأمل لا يزال قائمًا، إذا ما توفرت الإرادة السياسية لإنقاذ أرواح الأبرياء في غزة.