فلسطين قضية عالمية تتجاوز الحدود

فعالية تضامنية حاشدة في جامعة برازيلية تحت شعار "لا خطوة إلى الوراء": رفض للإبادة في غزة

profile
  • clock 29 مايو 2025, 1:15:53 م
  • eye 425
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
فعالية تضامنية حاشدة في جامعة برازيلية

متابعة: محمد خميس

في مشهد حاشد عكس اتساع رقعة التضامن مع الشعب الفلسطيني في البرازيل، نظّمت صحيفة "الديمقراطية الجديدة" بالتعاون مع "المعهد البرازيلي الفلسطيني – ابرسبال"، فعالية سياسية كبرى تحت عنوان "لا خطوة إلى الوراء: أوقفوا الإبادة في غزة والتدخل الصهيوني في البرازيل"، وذلك في جامعة ولاية ريو دي جانيرو (UERJ).

وقد حضر الفعالية، التي أقيمت في المدرج الكبير بالطابق الحادي عشر من الحرم الجامعي، أكثر من 400 شخص من مختلف فئات المجتمع، من عمّال وفلاحين وطلاب ومثقفين وناشطين وسياسيين وشخصيات عامة. ومنذ انطلاقها، تحوّلت إلى تظاهرة تضامنية نضالية، حيث اضطر المنظمون إلى توفير مقاعد إضافية فيما جلس عشرات الشباب على الأرض لمتابعة الكلمات والمداخلات.

فلسطين قضية عالمية تتجاوز الحدود

افتُتحت الفعالية بكلمة قوية من الصحفي فيكتور بيليزيا، رئيس تحرير صحيفة AND، حيث شبّه جرائم الاحتلال الإسرائيلي بـ"النازية"، مشددًا على أن محاولة تجريم الدعم لفلسطين في البرازيل "لن تمر"، كما ندد بما سماه "مشروع القانون الصهيوني للرقابة".

بدوره، استعرض أحمد شحادة، رئيس "ابرسبال"، الوضع الإنساني الكارثي في غزة، مؤكداً أن إسرائيل تستخدم الجوع كسلاح، وهو ما أقرّت به الأمم المتحدة نفسها. كما أدان شحادة محاولات مساواة معاداة الصهيونية بمعاداة السامية، معتبرًا ذلك "تحريفًا خطيرًا يهدف إلى إسكات التضامن مع فلسطين".

تكريم للراحل فاوستو أروذا ودعوة لمجابهة القوانين القمعية

تخلّل الفعالية تكريم للمناضل الراحل فاوستو أروذا، مؤسس صحيفة AND، الذي وُصف بأنه أحد أشد المدافعين عن القضية الفلسطينية.

في هذا السياق، دعا بيليزيا القوى الديمقراطية إلى التصدي لمشروع القانون رقم 472/2025 الذي قدّمه النائب إدواردو بازويلو، واصفاً إياه بأنه "محاولة صهيونية لقمع حرية التعبير في البرازيل".

وأعلن المنظمون في نهاية الحدث عن مذكرة تطالب بقطع العلاقات الدبلوماسية مع "الكيان الصهيوني"، ورفض مشروع القانون المذكور، إضافة إلى الدعوة لتشكيل لجان تضامن في مختلف المدن البرازيلية.

أصوات من الميدان: شهادات مؤثرة ومواقف جريئة

ألقت الفعالية الضوء على شهادات مباشرة من نشطاء وإعلاميين، كان أبرزها مداخلة الناشط الفلسطيني حبيب عمر، الذي شبّه الحياة في غزة بـ"مخيم اعتقال كبير"، منتقدًا حرية التنقل الممنوحة للمستوطنين مقابل تقييد الفلسطينيين.

كما اعتبر ممثل "الرابطة الدولية المناهضة للإمبريالية" أن الصهيونية أداة استعمارية عنصرية تُستخدم لترسيخ الهيمنة الغربية على الشرق الأوسط.

وأدان ممثل نقابة "مارّيتا" العمالية ما وصفه بـ"الإرهاب المنهجي للاحتلال"، كاشفًا عن تلقي الاتحاد تهديدات صهيونية بسبب مواقفه التضامنية، وأكّد أن "الجماهير حين تنهض تكتسح كل من يقف في طريقها".

رغم التهديدات: التضامن لا يتراجع

وفي دلالة على كلفة الموقف الأخلاقي، روت الدبلوماسية البرازيلية كلوديا عساف كيف واجهت تهديدات وملاحقات قانونية بسبب دعمها لفلسطين، مؤكدة أنها "لن تخضع للابتزاز الصهيوني".

كما تحدثت المحامية مايرا بينهيرو عن "إبادة تُبث مباشرة"، مشيرة إلى توثيق الاحتلال لجرائمه عبر الإنترنت، وانتقدت ما أسمته بـ"الملاذ الآمن" الذي توفره البرازيل لمجرمي الحرب الإسرائيليين.

الصحفية لوسيا هيلينا إيسا سلطت الضوء على المافيات الصهيونية المتورطة في الاتجار بالبشر، وأكدت أن الروايات الزائفة عن العرب تنهار أمام الحقائق الميدانية.

فيما استعرض الناشط تياغو أفيلًا، من "أسطول الحرية"، الجهود الجارية لكسر الحصار البحري عن غزة، مشددًا على أن ما يحدث اليوم هو "انتفاضة عالمية دفاعًا عن فلسطين".

نضال مشترك وشعور عالمي بالعار

وفي ختام الفعالية، أكّد ماركوس فير، ممثل "فيبال"، أن ما يجري في غزة هو "أكبر مجزرة بحق النساء والأطفال في التاريخ الحديث"، معتبراً أنها "إبادة تُبث على الهواء وتستمر منذ أكثر من 600 يوم وسط صمت دولي مخزٍ".

وقد دعا فير إلى التصدي لما سماه "اللوبي الصهيوني" في البرازيل، مؤكدًا: "لسنا خائفين من تهديداتكم... وسنقول الحقيقة كاملة: إسرائيل كيان استعماري وعنصري".

تضامن متصاعد وموقف رسمي غاضب

لم تكن هذه الفعالية حدثًا منفردًا، بل جاءت ضمن موجة تحركات شعبية متزايدة في أنحاء البرازيل، كان أبرزها المسيرة الحاشدة في شارع باوليستا وسط ساو باولو، بمشاركة واسعة من الجاليات الفلسطينية والبرازيلية.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا أعرب مرارًا عن إدانته الشديدة للعدوان الإسرائيلي، واصفًا ما يجري في غزة بـ"الإبادة الجماعية غير المبرّرة"، مضيفًا أن ما يحدث هو "انتقام جماعي يستهدف المدنيين العزّل"، في إشارة خاصة إلى استشهاد تسعة أطفال من عائلة واحدة.

موقف شعبي لا ينكسر

انتهت الفعالية عند العاشرة مساءً، ولكن القاعة ظلّت ممتلئة بالحضور حتى اللحظات الأخيرة، في مشهد يعكس التلاحم الشعبي البرازيلي مع القضية الفلسطينية. الرسالة كانت واضحة: لن تكون هناك خطوة إلى الوراء، فالدفاع عن الحق والحرية لا يعرف التهديد أو الصمت.

 

التعليقات (0)