فرقتان تقودان الهجوم.. العدو يعلن المرحلة التالية من احتلال مدينة غزة

profile
  • clock 16 سبتمبر 2025, 8:40:09 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء 16 سبتمبر 2025، بدء المرحلة التالية من عملية "مركبات جدعون 2" في قطاع غزة، موضحًا أنّ العملية تشمل تنفيذ مناورة برية باتجاه قلب مدينة غزة، وهو ما يعني دخول المواجهة مرحلة أكثر خطورة وتعقيدًا. ووفق البيان العسكري، تتولى قيادتا الفرقتين النظاميتين 162 و98 تنفيذ الهجوم في هذه المرحلة، على أن تنضم إليهما الفرقة 36 تدريجيًا خلال الأيام المقبلة، في محاولة لتوسيع نطاق التوغل داخل المدينة.

وفي السياق ذاته، استغل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بداية شهادته أمام المحكمة صباح الثلاثاء ليؤكد أنّ إسرائيل دخلت فعليًا في عملية عسكرية واسعة النطاق ضمن المرحلة البرية من "عربات جدعون 2". وقد حرص نتنياهو على إظهار نفسه كرجل منشغل بالملفات الأمنية الكبرى، لافتًا إلى أنّه لم يطلب إغلاق أبواب المحكمة رغم أنّ "إسرائيل تمر بوضع حرج"، على حد تعبيره، مضيفًا أنّ يومه ممتلئ بالمتابعات الأمنية بين التاسعة صباحًا والسادسة مساءً. تصريحات نتنياهو بدت وكأنها محاولة للربط بين مساره القضائي المأزوم ومعركته العسكرية التي يصفها بالحاسمة.

معارضة داخلية

على الجانب الآخر، شنّ زعيم المعارضة يائير لابيد هجومًا حادًا على الحكومة الإسرائيلية، معتبرًا أنّ ما يحدث يمثل "عملية عسكرية بلا هدف سياسي واضح"، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ إسرائيل، بحسب وصفه. وأوضح لبيد في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت أنّ إرسال الجيش للقتال في غزة دون خطة محددة قد يعرّض الأسرى والجنود للخطر، متسائلًا عن جدوى الحرب التي قد تمتد لسنة كاملة دون أي تصور للحل. هذه التصريحات تعكس حجم الانقسام داخل المؤسسة السياسية الإسرائيلية بشأن جدوى استمرار العدوان على غزة في ظل التحديات الأمنية والإنسانية المتفاقمة.

ولم يتوقف النقد عند المعارضة وحدها، إذ اعتبر أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب "يسرائبل بيتنو"، أنّ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مستعد للتضحية بكل شيء من أجل بقائه في السلطة، بدءًا من حياة الأسرى والعلاقات الاستراتيجية لإسرائيل وصولًا إلى الاقتصاد الداخلي الذي يواجه ضغوطًا هائلة بفعل تكاليف الحرب المستمرة. ويشير موقف ليبرمان إلى اتساع دائرة التشكيك في قرارات نتنياهو حتى بين صفوف اليمين الإسرائيلي الذي كان يعدّ داعمًا تقليديًا لنهج القوة.

خطاب التصعيد

أما وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، فقد اعتبر أنّ "وقت الحسم" قد بدأ في غزة، في تماهٍ كامل مع الخطاب الرسمي الذي يصرّ على تصوير العملية كمعركة وجودية. ونقلت صحيفة هآرتس عن مصادر عسكرية تأكيدها أنّ القوات تستعد لانطلاق المناورة البرية الموسعة، فيما أشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أنّ رئيس الأركان إيال زامير عقد اجتماعًا نهائيًا قبيل بدء العملية لبحث التفاصيل التكتيكية وخطط التقدم.

وخلال الاجتماع، شدّد زامير على أنّ قواته ستواصل تكثيف القتال في غزة ضمن المرحلة الثانية من عملية "عربات جدعون"، مضيفًا أنّ إسرائيل ستلاحق مقاتلي حماس "في كل مكان وزمان وبكل الوسائل"، في تعبير عن عقلية تقوم على الإبادة والتدمير دون أي اعتبار للقانون الدولي أو لحياة المدنيين الذين يرزحون تحت القصف المستمر منذ نحو عامين.

استهداف المدنيين

وفي خطوة تكشف بوضوح طبيعة العدوان، أفادت القناة 12 الإسرائيلية صباح الثلاثاء بأنّ الجيش بدأ بإلقاء منشورات على مدينة غزة تطالب السكان بالإخلاء الفوري، في إشارة إلى أن العملية العسكرية تستهدف بشكل مباشر البنية التحتية المدنية والمناطق السكنية. مثل هذه الدعوات التي تتكرر مع كل مرحلة من التصعيد ليست سوى محاولة لتبرير عمليات قصف عشوائي ترقى إلى جريمة حرب، حيث يُجبر المدنيون على مغادرة منازلهم تحت التهديد بالنار والجحيم. هذا السلوك، الذي بات سياسة ممنهجة لدى الاحتلال، يندرج ضمن مساعٍ لفرض التهجير القسري على سكان مدينة غزة، بعدما فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق أهدافه المعلنة عبر القصف وحده، وهو ما يعكس عجزه العسكري وارتباكه السياسي في آن واحد.

التعليقات (0)