-
℃ 11 تركيا
-
14 أغسطس 2025
غزة: 60 شهيدًا بنيران الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر اليوم بينهم 25 من منتظري المساعدات
تصعيد دموي جديد في قطاع غزة
غزة: 60 شهيدًا بنيران الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر اليوم بينهم 25 من منتظري المساعدات
-
13 أغسطس 2025, 1:03:57 م
-
419
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تصعيد دموي جديد في قطاع غزة
محمد خميس
شهد قطاع غزة اليوم تصعيدًا دمويًا جديدًا، حيث أفادت مصادر طبية في مستشفيات القطاع بأن عدد الشهداء بلغ 60 شخصًا جراء قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لمناطق متعددة منذ ساعات الفجر الأولى. وأوضحت المصادر أن من بين الضحايا 25 شهيدًا كانوا ضمن المنتظرين للحصول على المساعدات الإنسانية في مناطق متفرقة من القطاع.
مأساة منتظري المساعدات
بحسب المعلومات الواردة، فإن جزءًا كبيرًا من الشهداء سقطوا أثناء انتظارهم في طوابير لتسلّم المواد الغذائية والمساعدات الإغاثية، في وقت يعاني فيه سكان غزة من أزمة إنسانية خانقة نتيجة الحصار المستمر منذ أكثر من 17 عامًا، والذي تفاقم مع استمرار الحرب.
هذا الاستهداف المزدوج — للأرواح وللمحاولات الإغاثية — يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني داخل القطاع.
حصار ومعاناة إنسانية
يعيش أهالي غزة منذ سنوات في ظروف قاسية، حيث شح المواد الغذائية، وانقطاع الكهرباء، ونقص حاد في الأدوية، إضافة إلى تدمير البنية التحتية للمياه والصرف الصحي. ومع استمرار الحرب الأخيرة، ارتفعت حدة المأساة لتصل إلى مستويات غير مسبوقة، إذ أصبح الحصول على الغذاء أو الدواء أو حتى الماء النظيف مهمة شبه مستحيلة.
استهداف المدنيين… انتهاك للقانون الدولي
منظمات حقوق الإنسان أكدت أن استهداف المدنيين، وخاصة منتظري المساعدات، يُعد جريمة حرب وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني. وتنص اتفاقيات جنيف على حماية المدنيين في أوقات النزاع، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وهو ما لم يتم احترامه في هذه الحادثة المأساوية.
ردود فعل دولية متباينة
بينما نددت بعض الدول والمنظمات الدولية بهذه المجزرة، جاءت ردود الفعل من بعض القوى العالمية باهتة، مكتفية بالدعوة إلى "ضبط النفس" و"التهدئة"، دون أي خطوات عملية لوقف الهجمات أو محاسبة المسؤولين عنها.
المحللون يرون أن غياب المحاسبة الدولية يشجع على استمرار الانتهاكات بحق الفلسطينيين، ويجعل المدنيين في غزة أكثر عرضة لمزيد من الجرائم.
الوضع الميداني في غزة
الهجمات الإسرائيلية اليوم استهدفت مناطق متفرقة من شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، بما في ذلك مخيمات اللاجئين والأحياء السكنية. وشهدت المستشفيات حالة طوارئ قصوى مع تدفق أعداد كبيرة من الجرحى والمصابين، وسط نقص شديد في المعدات الطبية وأكياس الدم.
الأطباء والممرضون يعملون على مدار الساعة في ظروف قاسية، حيث تضطر الفرق الطبية لإجراء عمليات جراحية بدون تخدير كامل أو باستخدام أدوات بدائية.
أزمة الغذاء والماء
تفاقمت أزمة الغذاء في غزة بعد تدمير مخازن الحبوب وتعطيل خطوط الإمداد، ما جعل السكان يعتمدون على المساعدات الدولية التي تصل عبر معابر محدودة وبكميات لا تكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية.
وأفاد شهود عيان أن استهداف منتظري المساعدات اليوم أدى إلى حالة ذعر بين الأهالي، ما دفع الكثيرين للتخوف من التوجه إلى نقاط التوزيع خوفًا من تكرار القصف.
أبعاد إنسانية ونفسية
بعيدًا عن الخسائر المادية والبشرية، يعيش سكان غزة تحت ضغط نفسي هائل. أصوات القصف المستمرة، فقدان الأحبة، والعيش في خوف دائم، كلها عوامل تترك آثارًا عميقة على الصحة النفسية، خاصة لدى الأطفال الذين يشكلون حوالي نصف عدد سكان القطاع.
منظمات إغاثية حذرت من أن الجيل الجديد في غزة ينشأ وسط بيئة مليئة بالعنف والصدمات النفسية، ما يهدد مستقبل المجتمع ككل.
المجتمع الدولي أمام اختبار
هذه الحادثة تشكل اختبارًا جديدًا أمام المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة، التي تواجه اتهامات بالفشل في حماية المدنيين الفلسطينيين.
المراقبون يرون أن التحرك الجاد لوقف الحرب، وفرض ممرات إنسانية آمنة، ومحاسبة مرتكبي الجرائم، لم يعد خيارًا بل ضرورة عاجلة.
المجزرة التي وقعت اليوم في غزة ليست مجرد أرقام تُضاف إلى قائمة الضحايا الطويلة، بل هي صرخة إنسانية تطالب العالم بالتحرك. فاستهداف من ينتظرون رغيف خبز أو كيس طحين هو اعتداء على الإنسانية جمعاء، وعلى الضمير العالمي الذي يبدو غائبًا عن المشهد.

.jpeg)






