أبرز تطورات المشهد الإسرائيلي

"غزة تستنزف إسرائيل... والانقسامات الداخلية تهدد بسقوط الحكومة: المشهد الإسرائيلي ليوم الأربعاء 4 يونيو 2025"

profile
  • clock 4 يونيو 2025, 6:37:41 م
  • eye 420
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
المشهد الإسرائيلي

اعداد: رامي أبو زبيدة

في ظل التصعيد المتواصل على جبهات غزة وسوريا، والانقسامات المتفاقمة داخل الائتلاف الحكومي، يرصد "180 تحقيقات" في هذا التقرير أبرز تطورات المشهد الإسرائيلي خلال الساعات الماضية، والتي حملت إشارات مقلقة عن تفكك الجبهة الداخلية الإسرائيلية وتآكل قدرة الجيش على الصمود في معركة طويلة الأمد، وسط فشل حكومي في إدارة ملف الأسرى والتجنيد الإجباري. كما تبرز تحركات دبلوماسية إقليمية ودولية تكشف عن قلق أمريكي متزايد من "سوريا الجديدة"، ومخاوف إسرائيلية من نفاد الموارد والوقت معاً.

أولاً: الشأن العسكري والميداني

تصعيد متجدد على الجبهة السورية: أعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ هجمات على "وسائل قتالية" تابعة للنظام السوري جنوب البلاد، في أعقاب إطلاق قذائف من الجولان باتجاه إسرائيل، مؤكداً أنه "سيحاسب النظام السوري على أي نشاط عدائي من أراضيه".

مقتل جندي في غزة وإصابات جديدة: سُمح بالإعلان عن مقتل الرقيب أول ألون فاركاس (27 عامًا) من كتيبة الاستطلاع 6646 خلال اشتباكات في الشجاعية شمال القطاع، وإصابة جندي آخر بجروح خطيرة. وفي حادثة أخرى في جباليا، أصيب ثلاثة جنود أحدهم بجراح بالغة، جراء إلقاء ذخيرة من طائرة مسيّرة أطلقتها حماس.

تآكل قدرات الاحتياط وتململ في القيادة: قادة في الجيش أكدوا أن "الجنود مرهقون، يعانون من استنزاف حاد، وهناك حاجة ماسة لتوسيع التجنيد"، محذرين من أن "نقص القوات يضر بتحقيق أهداف الحرب". بينما اعتبر العقيد احتياط نمرود شيفر أن المشهد يذكّر بحرب لبنان: "حكومة لم تتعلم شيئاً من الماضي، وستجر البلاد نحو حرب أبدية".

فضيحة أخلاقية – ترقية مطلق النار على مدني: كشفت "هآرتس" أن الجيش قرر ترقية ضابط أطلق النار على فلسطيني يحمل علماً أبيض في نيتساريم العام الماضي، وتعيينه قائد كتيبة، ما يثير غضباً داخلياً ودولياً متوقعاً.

ثانياً: الشأن الإسرائيلي الداخلي

الائتلاف يتداعى بسبب قانون التجنيد: الأزمة حول ملف إعفاء الحريديم من التجنيد تهز الحكومة. فشل الاجتماع بين الحريديم ويولي إدلشتاين، وتصريحات عن أن "لحظات الحسم في الائتلاف قد بدأت". الحاخام هيرش رفض التحدث مع نتنياهو، وسط تهديدات بالانسحاب من الحكومة.

قانون لحل الكنيست على الطاولة: حزب "هناك مستقبل" سيطرح مشروع قانون لحل الكنيست الأسبوع المقبل، بدعم محتمل من الحريديم والمعسكر الوطني.

انقسام داخل الليكود وتهديدات بانتخابات مبكرة: اتهم مسؤولون في الليكود رئيس لجنة الخارجية والأمن بأنه "يجر البلاد نحو انتخابات"، وسط غضب من إصراره على فرض العقوبات على المتخلفين عن التجنيد.

غضب أهالي الجنود والأسرى: والد الأسير متان أنغريست قال إن "العقد بين الحكومة والشعب قد انكسر"، وهناك شعور متصاعد بالخيانة. عضو الكنيست كرويزر اعتبر أن المعارك تجري ضد "تنظيم من أخطر تنظيمات حرب العصابات في العالم"، منتقدًا ما وصفه بـ"ضعف الردع".

ثالثاً: الشأن الدولي

مبعوث ترامب إلى سوريا في زيارة مفاجئة لإسرائيل: وصل السفير توم باراك إلى الجولان، في جولة أمنية برفقة وزير الدفاع كاتس، لبحث "التهديدات القادمة من سوريا الجديدة تحت قيادة أحمد الشرع"، وفق مصادر أمنية إسرائيلية.

لقاءات مع عائلات رهائن في واشنطن: نقلت "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤول أمريكي أن عائلات رهائن إسرائيليين التقوا بمسؤولين في إدارة ترامب هذا الأسبوع، وسط تزايد الضغط الشعبي والدولي لإبرام صفقة تبادل.

قلق أمريكي وإسرائيلي من التمويل العسكري: ذكرت وزارة المالية الإسرائيلية أن ميزانية الحرب على غزة، التي أُقرت ضمن عملية "عربات جدعون"، ستنفد خلال أسابيع، وهو ما يثير قلقاً من فقدان القدرة على التوسع العملياتي دون دعم خارجي.

رابعاً: آراء وتحليلات إسرائيلية

حرب بلا نهاية وحكومة بلا هدف: كتب محللون في "يسرائيل هيوم" و"يديعوت" أن إسرائيل تعيش حالة "فقدان توازن داخلي"، وأن حكومة نتنياهو باتت غير قادرة على إدارة الأزمة العسكرية أو السياسية.

العزلة السياسية تزداد: محللون حذروا من أن الانشغال في قضية الحريديم أضعف الموقف الإسرائيلي أمام العالم، في وقت تتكثف فيه الضغوط الدولية لوقف الحرب على غزة وإبرام صفقة شاملة.

صعود صادرات السلاح رغم العزلة: مجلة "ذي ماركر" نشرت تقريراً يفيد بأن صادرات السلاح الإسرائيلي إلى الإمارات، البحرين، المغرب، والسودان، بلغت 1.8 مليار دولار عام 2024، ما يمثل 12% من إجمالي صادرات السلاح الإسرائيلي، وهو ما يكشف مفارقة لافتة بين العزلة السياسية والنشاط العسكري التجاري المتنامي.


المشهد الإسرائيلي في 4 يونيو يعكس أزمة متفاقمة على كافة الصعد. الجيش يئن تحت وطأة الخسائر والاستنزاف، والمجتمع يشهد تمرداً صامتاً داخل أوساط الاحتياط وعائلات الجنود. سياسياً، تبدو الحكومة على وشك الانهيار، في ظل تآكل الثقة بها من قاعدتها الحريدية، بينما تفشل في فرض الانضباط أو تحقيق إنجاز واضح في معركة غزة أو استعادة الأسرى. خارجيًا، تحاول إسرائيل تصوير نفسها ضحية تهديدات "سوريا الجديدة"، لكن نفاد الميزانيات وتصاعد الضغوط الأمريكية قد يدفعها إلى قرارات دراماتيكية قريباً. المشهد الإسرائيلي يترنح بين الانفجار الداخلي والعزلة الدولية، في ظل فقدان بوصلته الاستراتيجية.

التعليقات (0)