المساعدات الجوية والبرية.. "مسرحيات إعلامية"

"غزة تحت سلاح التجويع": حماس تتهم الاحتلال بارتكاب جريمة إبادة جماعية ممنهجة

profile
  • clock 30 يوليو 2025, 3:18:25 م
  • eye 428
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
استخدام الطعام كسلاح حرب

محمد خميس

أصدرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تصريحًا صحفيًا شديد اللهجة، اتهمت فيه الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جريمة حرب مكتملة الأركان ضد سكان قطاع غزة، من خلال فرض حصار خانق وتجويع أكثر من مليوني إنسان، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية التي يشهدها القطاع منذ سنوات.

وأكدت الحركة أن قطاع غزة يعاني من مجاعة كارثية بفعل الحصار الشامل المستمر منذ أكثر من خمسة أشهر، حيث أغلقت المعابر بشكل شبه كامل، ومنعت دخول الغذاء والدواء وحليب الأطفال، ما يهدد حياة عشرات الآلاف من الرضع والحوامل والمرضى وكبار السن.

استخدام الطعام كسلاح حرب

وأشار البيان إلى أن الاحتلال عمد إلى تحويل الغذاء إلى أداة قتل بطيء، من خلال التحكم الكامل في إدخال المساعدات ومنعها أو السماح بها بشكل جزئي وفوضوي، وأكد أن ما يُدخل فعليًا لا يمثل إلا نسبة ضئيلة من الاحتياجات اليومية، حيث يحتاج القطاع إلى أكثر من 600 شاحنة مساعدات ووقود يوميًا، لكن ما يتم السماح به لا يكفي لسد أدنى متطلبات البقاء.

ووفقًا للبيان، فإن أكثر من 154 فلسطينيًا قضوا جوعًا، بينهم 89 طفلًا، بالإضافة إلى مئات الحالات الحرجة يوميًا بسبب سوء التغذية ونقص الرعاية الصحية، في ظل الانهيار شبه الكامل للمنظومة الطبية داخل القطاع المحاصر.

فوضى منهجية وعصابات نهب

اتهمت الحركة الاحتلال باتباع سياسة ممنهجة تقوم على "هندسة الفوضى والتجويع"، عبر السماح بمرور عدد محدود من شاحنات الإغاثة، ثم تركها عرضة للنهب والاعتداء، ضمن خطة لإفشال التوزيع المنظم للمساعدات.

وأضاف البيان أن قوات الاحتلال لا تكتفي بمنع دخول الإمدادات، بل تقوم باستهداف فرق تأمين وتوزيع المساعدات، وتسمح بانتشار عصابات نهب تعمل تحت حمايتها، ما يعمّق الأزمة ويفاقم من معاناة المدنيين.

المساعدات الجوية والبرية.. "مسرحيات إعلامية"

وانتقدت حماس بشدة ما وصفتها بـ"مسرحيات الإنزال الجوي والبرّي"، معتبرة أنها محاولات تضليل إعلامي أكثر من كونها حلولًا فعلية. وأوضحت أن معظم هذه المساعدات تسقط في مناطق خطرة سبق أن أمر الاحتلال بإخلائها، ما يجعلها عديمة الجدوى، بل قد تؤدي إلى تعريض حياة المدنيين للخطر.

دعوة لمحاسبة الاحتلال دوليًا

في تصعيد واضح، دعت الحركة المؤسسات الدولية إلى فضح ممارسات الاحتلال على المستوى القانوني والأخلاقي، واعتبارها جرائم حرب متعمدة، لا تقل فتكًا عن القصف المباشر. وشددت على أن الاحتلال يستخدم التجويع كأداة للإبادة، وهو ما يتطلب موقفًا حازمًا من الهيئات الحقوقية والمنظمات الأممية.

وأكدت أن كسر الحصار وفتح المعابر دون شروط هو السبيل الوحيد لإنهاء الكارثة الحالية، وأن أي تسويف في هذا الشأن يُعد تواطؤًا في الإبادة الجارية.

دعوة للتحرك الشعبي والحقوقي عالميًا

واختتمت حماس بيانها بدعوة الشعوب الحرة والمنظمات الإنسانية في جميع أنحاء العالم إلى تصعيد تحركاتها الشعبية والحقوقية، من أجل فرض آلية دولية مستقلة وآمنة لإدخال وتوزيع المساعدات، بعيدًا عن تحكم الاحتلال الذي يستخدم المساعدات كسلاح سياسي وعسكري.

أزمة متفاقمة في ظل صمت دولي

وفي ظل هذا التصعيد اللفظي والتحذيرات المروعة، لا تزال التحركات الدولية الرسمية عاجزة أو متباطئة في مواجهة ما بات يوصف بأنه كارثة إنسانية غير مسبوقة. وبينما تواصل حماس توجيه اتهاماتها للاحتلال، تتزايد الأصوات داخل المجتمع الدولي المطالبة بتحقيق عاجل في الانتهاكات، وضمان وصول الإغاثة للمدنيين دون تأخير أو عوائق.

التعليقات (0)