غزة تُذبح بصمت

غزة تحت النار مجددًا: الاحتلال يستأنف حرب الإبادة وسط صمت دولي

profile
  • clock 30 أبريل 2025, 3:01:03 م
  • eye 422
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الوحشي على قطاع غزة، بعد 44 يومًا من استئناف حرب الإبادة، ومرور أكثر من 572 يومًا على بدء العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في ظل دعم أمريكي مطلق، وصمت دولي مخزٍ، مما فاقم معاناة السكان المدنيين وعمق المأساة الإنسانية.

تصعيد دموي: شهداء بالعشرات ومجازر متواصلة

بحسب مصادر طبية ومحلية، استشهد ما لا يقل عن 22 فلسطينيًا منذ فجر اليوم الأربعاء في غارات جوية نفذها الاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة. واستهدفت الغارات منازل المدنيين، وخيام النازحين، وورش العمل، وحتى الصيادين في عرض البحر.

وفي تفاصيل المجازر، ارتقى عدد من الشهداء، بينهم أطفال ونساء ومسنون، جراء استهداف مباشر لشقق سكنية في مخيمات البريج والنصيرات، وقصف مدفعي على المناطق الشرقية من مدينة خان يونس. كما استشهد صياد في بحر غزة، وأُصيب عدد من المواطنين في حي التفاح شمال شرقي مدينة غزة برصاص طائرات مسيرة إسرائيلية.

مجزرة النازحين: القصف يطال خيام الفارين من الموت

من أبرز التطورات الميدانية اليوم، استشهاد 6 فلسطينيين، بينهم الطفلان الشقيقان يوسف وميسرة المدلل (9 و8 أعوام)، والمسن منصور أبو معمر (75 عامًا)، جراء استهداف طائرات مسيّرة إسرائيلية لخيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس. وتكرر هذا النمط من الاستهداف في النصيرات، حيث طال القصف خيمة تؤوي نازحين في شارع العشرين، ما أسفر عن إصابات خطيرة بين المدنيين.

استهداف المدنيين في كل مكان

وتواصلت عمليات القصف العشوائي والمدمر لتشمل ورش إصلاح المركبات، منازل المدنيين، وحتى مواطنين كانوا يجمعون الحطب شرقي مخيم البريج. كما طالت الغارات المناطق الزراعية والسكنية على حد سواء، حيث تم تدمير عدة منازل في أحياء قيزان النجار والمنارة جنوب خانيونس، فيما ارتقى شهداء في قصف استهدف حي الشعف، وبيت حانون، ودير البلح.

حصيلة ثقيلة: أكثر من 170 ألف شهيد وجريح منذ بداية العدوان

في تحديثها اليومي، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 52,365، وعدد المصابين إلى 117,905 جريح، منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر 2023. وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 170 ألف فلسطيني سقطوا ما بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.

ومنذ استئناف العدوان في 18 مارس الماضي، بعد تنصل إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار، ارتفعت الحصيلة إلى 2,273 شهيدًا و5,864 جريحًا، وهو ما يكشف عن حجم الكارثة المتجددة التي تعصف بالقطاع المحاصر.

اتفاق ميت ودعم أمريكي مطلق

وكان اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، الذي جرى التوصل إليه في يناير 2025 بوساطة قطرية ومصرية وبدعم أمريكي، قد انهار رسميًا في 18 مارس/آذار بعد تنصل الاحتلال الإسرائيلي منه، رغم التزام حركة حماس ببنوده كافة. ومنذ ذلك الوقت، كثف الاحتلال هجماته بدعم سياسي وعسكري أمريكي، في ظل استمرار المجتمع الدولي في التفرج على المذبحة الجماعية دون تحرك فعّال.

كارثة إنسانية: المجاعة تطرق الأبواب

إلى جانب القصف المتواصل، يواجه سكان قطاع غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة نتيجة استمرار منع إدخال المواد الغذائية الأساسية منذ بداية مارس. الوضع ينذر بحدوث مجاعة شاملة، خاصة مع انهيار المنظومة الصحية، وانعدام المياه النظيفة، وتدمير أكثر من 70% من البنية التحتية في القطاع.

غزة تُذبح بصمت

أمام هذا المشهد الدامي، تبقى غزة وحدها في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، بدعم أمريكي مطلق، وصمت دولي مريب. كل يوم يُحفر في ذاكرة الغزيين بمجزرة جديدة، وكل لحظة تمر تنذر بفقدان المزيد من الأرواح، في ظل غياب أي أفق سياسي أو إنساني لوقف الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من عام ونصف.

 

التعليقات (0)