غزة تحيي العيد بلا طقوس... وتقاوم بالكرامة

غزة بلا أضاحي للعام الثاني: عيد الأضحى يحلّ وسط دمار ومجاعة وحصار خانق

profile
  • clock 6 يونيو 2025, 2:04:20 م
  • eye 418
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

يحلّ عيد الأضحى للعام الثاني على التوالي على سكان قطاع غزة دون طقوس، بلا فرحة، ولا أضاحي، في مشهد يلخص حجم الانهيار المعيشي والإنساني الناتج عن الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ أكثر من ثمانية أشهر، وسط حصار مشدد وإغلاق تام للمعابر.

الأضاحي تغيب... بفعل الحرب لا العادة

لم تغب الأضاحي عن غزة بفعل تغيّر ديني أو اجتماعي، بل نتيجة دمار ممنهج طال المزارع ومصادر الثروة الحيوانية، إضافة إلى الإغلاق الكامل للمعابر الحدودية، ما جعل إدخال المواشي شبه مستحيل.
في ظل تدهور القدرة الشرائية وارتفاع نسب الفقر والبطالة، باتت الأضحية حلمًا بعيد المنال لأغلب العائلات التي تكافح يوميًا لتأمين الحد الأدنى من الغذاء.

الأسواق خالية... والمسالخ مدمّرة

على غير ما اعتاد عليه أهالي غزة في مثل هذا الموسم، تبدو أسواق المواشي خاوية تمامًا هذا العام. لا خراف، لا حركة بيع، ولا أصوات تُعلن قدوم العيد.

الجمعيات الخيرية خارج الخدمة

اللافت هذا العيد، هو غياب الجمعيات الخيرية التي اعتادت تنفيذ مشاريع الأضاحي، والتي كانت تمثل بارقة أمل للعائلات الفقيرة.
أعلنت معظم المؤسسات اعتذارها هذا العام عن عدم قدرتها على تنفيذ مشاريعها الموسمية، لأسباب أمنية ولوجستية.
وبحسب بيانات محلية، يعيش أكثر من 80% من سكان غزة تحت خط الفقر، فيما تجاوزت نسبة البطالة 65%، مما يجعل تأمين الأضحية رفاهية لا مكان لها في واقع البقاء القاسي.

طقوس العيد... ذكرى من الماضي

وفي الشوارع التي تحوّلت إلى ركام منازل مهدّمة، ومراكز الإيواء التي تعجّ بالنازحين، تغيب مظاهر العيد. لا ألعاب، لا أسواق، لا ملابس جديدة، ولا زيارات.
تحوّل عيد الأضحى إلى محطة جديدة من الألم والصمود والحداد، في ظل غياب مقوّمات الحياة وأبسط معاني الفرحة.

غزة تحيي العيد بلا طقوس... وتقاوم بالكرامة

رغم كل مظاهر الفقد، يبقى أهل غزة صامدين. وبينما تُقايَض أرواحهم بالطعام، وتُستهدف أعيادهم بالقنابل، ما زالوا يواجهون الموت بالكرامة، وينتظرون فرجًا طال انتظاره، علّ الأضحية القادمة تكون للوجع، لا للأمل.

التعليقات (0)