غزة تنتظر العيد الحقيقي... عيد بلا دم

عيد غزة بلا أضاحٍ ولا حلويات.. ولا حتى رغيف خبز

profile
  • clock 4 يونيو 2025, 5:46:52 م
  • eye 452
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

يحلّ عيد الأضحى المبارك هذا العام على قطاع غزة المنكوب، مجددًا، بلا زينة، بلا ضجيج الأطفال، بلا نحر للأضاحي، وحتى بلا رغيف خبز يسدّ الجوع. في وقت يحتفل فيه العالم الإسلامي بشعائر العيد، يعيش الغزيون واحدة من أقسى لحظاتهم الإنسانية منذ بدء الحرب، وسط دمار شامل، ومجاعة خانقة، وانقطاع شبه تام لمقومات الحياة.

لا أضاحي في عيد الأضحى.. ولا فرحة في العيون

لطالما كانت غزة تُعرف في مواسم الأعياد برغم الحصار، بأنها مدينة تصرّ على الحياة، فتحتفل وتضحّي وتُلبس أطفالها الجديد، رغم ندرة الموارد. أما هذا العام، فالأسواق خالية، الماشية مفقودة أو غير متاحة للسكان، والأهالي عاجزون حتى عن توفير أدنى مستلزمات العيد.

إنه عيد بلا أضاحٍ، لا بسبب التقصير، ولكن لأن الحرب حرمت الناس من كل شيء، حتى من قدرتهم على ممارسة شعائرهم الدينية التي تمثل رمزية كبرى في هذه المناسبة المباركة.

انهيار الاقتصاد.. وعجز تام عن شراء أبسط الحاجيات

وسط الحصار الخانق، وفقدان مصادر الدخل، ونفاد السيولة النقدية من أيدي الناس، انهارت القدرة الشرائية في قطاع غزة بالكامل. فلا يستطيع غالبية السكان شراء الملابس الجديدة، ولا حتى المواد الأساسية كالطحين والسكر والزيت، ناهيك عن الحلويات وألعاب الأطفال.

بل إن غياب رغيف الخبز أصبح قصة يومية لدى آلاف العائلات، التي تنتظر بقلق صدور أي مساعدات غذائية علّها تسدّ جوعًا مضاعفًا بالجوع النفسي والخوف من الموت.

الحلويات اختفت.. والفرح مفقود

في الأعياد، اعتادت نساء غزة أن يخبزن الكعك ويجهزن ما تيسّر من الحلوى لاستقبال العيد والضيوف. اليوم، لا دقيق ولا سكر ولا حتى فرن يمكن تشغيله في ظل انقطاع الكهرباء والغاز. حتى المخابز العامة أقفلت أبوابها بعد نفاد الوقود أو بسبب تضررها جراء القصف.

وبدلاً من روائح الكعك، تفوح في شوارع غزة رائحة الرماد والركام، حيث لا بيت بلا شهيد، ولا طفل بلا دمع، ولا أمّ إلا وترتدي الحداد على أحد أبنائها.

الاحتلال يحاصر الإنسان في فرحته وقُوته

منذ بداية الحرب المستمرة، فرضت إسرائيل قيودًا صارمة على دخول المساعدات الإنسانية، خصوصًا المواد الغذائية، في إطار سياسة "التجويع كسلاح"، وفق ما وصفته منظمات حقوقية. ما جعل من لقمة العيش تحديًا يوميًا للسكان، وخصوصًا مع ارتفاع أعداد النازحين الذين فقدوا منازلهم ومصادر رزقهم.

النتيجة: عيد غزة بلا أضاحي ولا حلويات ولا حتى خبز.

غزة تنتظر العيد الحقيقي... عيد بلا دم

في الوقت الذي يتبادل فيه المسلمون التهاني، تُعانق غزة الألم. لا تشتهي من العيد لحومًا أو زينة، بل تشتاق إلى الأمان، والخبز، والماء النظيف، وصوت الطفولة في الأزقة من جديد.فهل يمرّ العيد القادم على غزة وقد توقفت الإبادة، ودخلت المساعدات، وعاد الناس إلى بيوتهم؟أم تستمر الأيام كما هي، ويُصبح العيد في غزة تاريخًا لا يختلف عن سائر أيام الحرب والمجاعة؟

التعليقات (0)