تصعيد نوعي خطير

عدوان جديد على صنعاء والجوف.. واليمن يرد بحظر مرور النفط الأمريكي

profile
  • clock 3 مايو 2025, 7:18:37 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في تصعيد نوعي، أعلن مركز تنسيق العمليات الإنسانية في صنعاء فجر السبت عن قرار تاريخي يقضي بحظر شامل لصادرات النفط الخام الأمريكي، وذلك ردًا على سلسلة من الغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة على عدد من المحافظات اليمنية، وأسفرت عن سقوط مئات الضحايا بين شهداء وجرحى، بينهم نساء وأطفال. هذا القرار الاستراتيجي تزامن مع تصاعد الهجمات العسكرية الأمريكية التي طالت صنعاء والجوف وعمران، في وقت تواصل فيه القوات اليمنية عملياتها الهجومية ضد المصالح الأمريكية والإسرائيلية، دعمًا لغزة ومقاومتها.

حظر النفط الأمريكي: ضربة اقتصادية وسيادية غير مسبوقة

في خطوة جريئة تعكس تحوّلًا نوعيًا في أدوات المواجهة اليمنية، أعلن مركز تنسيق العمليات الإنسانية في صنعاء حظرًا كاملًا على صادرات النفط الخام الأمريكي، بدءًا من 17 مايو 2025. هذا الحظر لا يقتصر على عمليات الاستيراد والتصدير المباشرة، بل يشمل أيضًا جميع أشكال التعامل غير المباشر، بما في ذلك النقل من سفينة إلى أخرى، وعمليات الوساطة التجارية عبر أطراف ثالثة. كما حذّر المركز من أنّ الشركات التي تخرق القرار ستُدرج في لائحة عقوبات مرتكبي العدوان، مع منع أساطيلها من عبور الممرات البحرية الحيوية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والمحيط الهندي. وأوضح البيان الرسمي أن هذا القرار يُبنى على قانون محلي يتيح تصنيف الدول والكيانات المعادية، في إشارة إلى سابقة قانونية تمنح صنعاء غطاءً شرعيًا لمقاطعة اقتصادية شاملة، سيكون لها تداعيات تتجاوز الإقليم.

ولم يخلُ القرار من مرونة سياسية مدروسة، حيث أتاح المجال لتقديم طلبات استثناء عبر البريد الرسمي، شرط أن يكون الغرض إنسانيًا أو أن تُثبت الجهات المتقدمة معارضتها للسياسات الأمريكية تجاه اليمن أو فلسطين. هذا التوجه يُظهر رغبة صنعاء في توجيه رسائل متعددة: أنها لم تعد تتعامل بردود الفعل فقط، بل باتت تملك زمام المبادرة الاقتصادية، وتحدد من تُعاقب ومن تُبقي ضمن قنوات التعامل، وفق معايير سيادية تستند إلى دعم الشعوب العربية والإسلامية، لا إلى مصالح الغرب.

غارات أمريكية على اليمن: التصعيد العسكري مقابل الدعم الفلسطيني

تزامنًا مع إعلان الحظر النفطي، نفّذت القوات الأمريكية عدوانًا جويًا موسّعًا فجر السبت، استهدف مناطق واسعة في شمال اليمن. ووفقًا لوكالة "سبأ" اليمنية، شملت الهجمات 8 غارات جوية على مديرية خب والشعف في محافظة الجوف، فضلاً عن غارات استهدفت بني حشيش في صنعاء، وحرف سفيان في عمران. هذه الاعتداءات تأتي ضمن حملة أمريكية متواصلة ضد اليمن، في محاولة لوقف العمليات العسكرية اليمنية التي تستهدف الملاحة الإسرائيلية والأمريكية، ردًا على العدوان على غزة.

وتؤكد صنعاء أن هذه الغارات لن تثنيها عن مواصلة عملياتها، بل تعزز من التزامها بخيار المقاومة، معتبرة أن التحالف الأمريكي الإسرائيلي يسعى إلى كسر إرادة اليمنيين، دون جدوى. كما يشير المراقبون إلى أن الولايات المتحدة تخوض معركة استنزاف جديدة في اليمن، مختلفة عن تدخلاتها السابقة، إذ لم تعد المواجهة مع "ميليشيا معزولة" بل مع قوة باتت تمارس تأثيرًا إقليميًا عابرًا للحدود، في قلب الصراع العربي-الإسرائيلي.

من اليمن إلى غزة: جبهة واحدة بوجه العدوان

الرسالة اليمنية باتت واضحة: لا سلام في البحر الأحمر ولا في الممرات الدولية إذا استمر العدوان على غزة. فالعمليات اليمنية ليست منفصلة عن سياقها الفلسطيني، بل تتغذى من صور المجازر اليومية في القطاع، وتُترجم إلى ضربات موجعة ضد الاحتلال وحماته الدوليين. من هذا المنطلق، جاء التصعيد الأمريكي ردًا على تنامي تأثير اليمن عسكريًا واستراتيجيًا في مشهد المقاومة، بما يهدد المصالح الغربية في المنطقة.

إزاء ذلك، تؤكد صنعاء أن قرار الحظر النفطي هو خطوة من بين خطوات كثيرة مقبلة، في إطار الرد على العدوان والدفاع عن الشعوب العربية، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني. وهو ما يفتح الباب أمام مزيد من التصعيد، سواء في الميدان العسكري أو الاقتصادي، في معركة باتت تُخاض بأدوات متعدّدة، لكن بعنوان واحد: لا أمن للمعتدي، ولا نفط للمحاصر، ولا صمت عن غزة.

التعليقات (0)