اعتقالات ومداهمات واسعة

عاجل | قوات الاحتلال تقتحم بلدة بيت ريما غرب رام الله وسط الضفة الغربية

profile
  • clock 1 سبتمبر 2025, 4:00:50 م
  • eye 434
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
قوات الاحتلال

محمد خميس

شهدت بلدة بيت ريما الواقعة غرب مدينة رام الله، اليوم الإثنين، اقتحامًا واسعًا من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وسط حالة من التوتر والاشتباكات مع الشبان الفلسطينيين، في مشهد يتكرر يوميًا في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.

تفاصيل الاقتحام

أفادت مصادر محلية أن قوة عسكرية إسرائيلية كبيرة، مدعومة بآليات وجرافات، اقتحمت البلدة في ساعات الصباح الباكر، وحاصرت عدة أحياء ومنازل، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة مع الشبان الذين تصدوا لاقتحام البلدة بالحجارة والزجاجات الحارقة.

وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت بكثافة، ما تسبب في وقوع إصابات بين صفوف الأهالي، بعضها بالرصاص الحي وأخرى بالاختناق جراء استنشاق الغاز السام.

اعتقالات ومداهمات واسعة

  • خلال عملية الاقتحام، شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات طالت العديد من المنازل في بيت ريما، تخللها تكسير للأبواب وتفتيش عشوائي وسط حالة من الترهيب للأطفال والنساء.

وأكد شهود عيان أن الاحتلال اعتقل عددًا من الشبان بعد اقتحام منازلهم، واقتادهم إلى جهة مجهولة، دون إبلاغ عائلاتهم بمكان احتجازهم.

وتعد سياسة الاعتقال التعسفي إحدى أبرز أدوات الاحتلال في قمع الفلسطينيين، حيث يتم اقتحام المنازل بشكل مفاجئ واقتياد الشبان دون توجيه تهم واضحة أو محاكمة عادلة.

بيت ريما.. بلدة الصمود والمقاومة

تقع بلدة بيت ريما إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله، ويبلغ عدد سكانها نحو 4000 نسمة. وتتميز بتاريخ طويل من المقاومة الشعبية ضد الاحتلال، حيث قدمت العديد من الشهداء والأسرى على مدار سنوات الصراع.

ويعتبر أهالي البلدة جزءًا من النسيج المقاوم في الضفة الغربية، حيث يتعرضون بشكل متكرر للاقتحامات الإسرائيلية بهدف كسر إرادة السكان وإرهابهم.

التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية

يأتي اقتحام بيت ريما في سياق تصعيد خطير تشهده مدن وبلدات الضفة الغربية، حيث تنفذ قوات الاحتلال عمليات عسكرية يومية تشمل:

مداهمة المنازل واعتقال الشبان.

نصب الحواجز العسكرية وتشديد القيود على الحركة.

مصادرة الأراضي وتوسيع المستوطنات.

إطلاق النار على المدنيين العزل.

وبحسب منظمات حقوقية، فإن هذه العمليات تهدف إلى فرض مزيد من السيطرة على الضفة الغربية، وإحباط أي تحرك فلسطيني لمقاومة الاحتلال أو الدفاع عن حقوقه الوطنية.

معاناة المدنيين تحت الاحتلال

أدى الاقتحام الأخير لبلدة بيت ريما إلى تفاقم معاناة المدنيين، حيث توقفت الحركة التجارية والتعليمية بشكل شبه كامل خلال ساعات الهجوم.

وتشير إفادات الأهالي إلى أن قوات الاحتلال تعمدت إغلاق مداخل البلدة ومنع سيارات الإسعاف من الدخول لإسعاف المصابين، وهو ما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني الذي يجرم استهداف المدنيين وحرمانهم من الخدمات الطبية.

ردود الفعل الفلسطينية

أدانت القوى والفصائل الفلسطينية عملية الاقتحام، واعتبرتها جزءًا من سياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى تركيع الشعب الفلسطيني.

وقالت حركة فتح في رام الله إن: "ما جرى في بيت ريما جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال بحق شعبنا، ولن يفلح في كسر إرادتنا وصمودنا".

من جانبها، أكدت حركة حماس أن الاقتحامات المتكررة للبلدات الفلسطينية لن تمر دون ثمن، داعية الشباب الفلسطيني إلى مواصلة المقاومة بكل أشكالها.

انتهاكات بحق الإعلاميين

خلال الاقتحام، منعت قوات الاحتلال الطواقم الصحفية من تغطية الأحداث، واعتدت على عدد من الصحفيين أثناء قيامهم بواجبهم المهني.

ويأتي ذلك ضمن سياسة ممنهجة لإخفاء جرائم الاحتلال ومنع إيصال الحقيقة إلى العالم، وهو ما أدانته نقابة الصحفيين الفلسطينيين بشدة، مؤكدة أن الاحتلال يستهدف الصحافة باعتبارها شاهدًا على جرائمه.

صمت المجتمع الدولي

رغم توالي التقارير الحقوقية التي توثق الجرائم الإسرائيلية في الضفة الغربية، إلا أن ردود الفعل الدولية غالبًا ما تقتصر على بيانات إدانة شكلية، دون أي خطوات عملية لوقف الانتهاكات.

ويرى مراقبون أن استمرار صمت المجتمع الدولي يشجع الاحتلال على المضي في سياساته القمعية، ويمنحه غطاءً لممارسة مزيد من الاعتداءات على الفلسطينيين.

يمثل اقتحام بلدة بيت ريما غرب رام الله مثالًا صارخًا على سياسة العقاب الجماعي التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، حيث يُستهدف المدنيون بشكل مباشر عبر المداهمات والاعتقالات العشوائية وإطلاق النار على الشبان.

وفي ظل استمرار هذه الجرائم، يبقى الشعب الفلسطيني متمسكًا بخيار الصمود والمقاومة، فيما تظل الحاجة ملحّة لموقف دولي حازم يجبر إسرائيل على وقف اعتداءاتها المتواصلة، واحترام حقوق الإنسان والقانون الدولي.

التعليقات (0)