-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
عاجل | ألمانيا تطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة وتؤكد ضرورة توسيع المساعدات الإنسانية
هل تتجه أوروبا لموقف موحد؟
عاجل | ألمانيا تطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة وتؤكد ضرورة توسيع المساعدات الإنسانية
-
30 يوليو 2025, 2:58:26 م
-
429
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
في تطور جديد يعكس تنامي القلق الدولي من الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، دعت الحكومة الألمانية إلى وقف فوري لإطلاق النار، مؤكدة أن استمرار التصعيد العسكري لن يؤدي إلا إلى مزيد من الخسائر البشرية والمعاناة، وضرورة التحرك العاجل لتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية في بيان رسمي إن "وقف إطلاق النار بات أمرًا ملحًا لا يحتمل التأجيل، نظرًا للوضع الإنساني الكارثي في غزة"، مشددة على أن الأولوية القصوى الآن هي حماية المدنيين وتوفير الإغاثة الفورية لهم.
دعوة ألمانية متجددة للمجتمع الدولي
وتأتي هذه الدعوة في وقت يستمر فيه العدوان الإسرائيلي على القطاع، وسط تدهور الأوضاع الصحية والإنسانية بشكل غير مسبوق. وأكدت برلين على لسان مسؤوليها أن على جميع الأطراف احترام القانون الدولي الإنساني، وأن الحلول العسكرية لن تحقق الأمن لأي من الجانبين، بل تزيد الأمور تعقيدًا.
ودعت ألمانيا شركاءها في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إلى الضغط الجاد من أجل فتح ممرات إنسانية آمنة، والسماح بدخول المساعدات الطبية والغذائية والوقود، خصوصًا في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الصحية في غزة بعد استهداف المستشفيات والبنية التحتية.
تصاعد المخاوف من كارثة إنسانية شاملة
وتحذر منظمات الإغاثة الدولية منذ أسابيع من مجاعة محتملة وانتشار الأمراض، لا سيما مع ندرة المياه الصالحة للشرب وتراكم النفايات وانتشار الأوبئة، في ظل الحصار المفروض منذ سنوات على القطاع.
وأكدت الخارجية الألمانية أن "الوضع في غزة وصل إلى حد لا يمكن قبوله إنسانيًا ولا قانونيًا"، مشيرة إلى أن مئات الآلاف من المدنيين، غالبيتهم من النساء والأطفال، أصبحوا بلا مأوى، ويعيشون في ظروف غير آدمية.
الموقف الألماني.. بين الدعم الإنساني والضغط السياسي
ومنذ بداية التصعيد الأخير، قدمت ألمانيا مساعدات مالية عاجلة لدعم جهود الإغاثة في غزة، شملت دعمًا لوكالة "الأونروا" وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمات طبية دولية تعمل في الميدان. إلا أن المراقبين يعتبرون أن البيان الأخير يمثل تصعيدًا دبلوماسيًا من جانب برلين، التي لطالما اتبعت نهجًا حذرًا ومتوازنًا في مواقفها المتعلقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ويقول محللون إن ألمانيا باتت تدرك أن الصمت لم يعد ممكنًا في ظل المجازر المتكررة بحق المدنيين، وإن هناك تحولًا تدريجيًا في مواقف بعض الدول الأوروبية التي بدأت تدعو بشكل أكثر صراحة إلى وقف الحرب، رغم ما قد يترتب على ذلك من توتر في العلاقات مع إسرائيل.
هل تتجه أوروبا لموقف موحد؟
في السياق ذاته، تتزايد الدعوات داخل الاتحاد الأوروبي لاتخاذ موقف جماعي واضح يدعو إلى وقف إطلاق النار، وتفعيل أدوات الضغط الدبلوماسي لفرض هدنة إنسانية عاجلة. وقد عبرت عدة دول أوروبية عن قلقها من عدم تمييز إسرائيل في ضرباتها بين الأهداف العسكرية والمدنية، وهو ما يشكل خرقًا للقانون الدولي.
وتسعى ألمانيا من خلال تحركاتها الأخيرة إلى لعب دور وساطة أكثر نشاطًا، بالتعاون مع مصر وقطر، من أجل تهدئة الأوضاع وتوفير الحد الأدنى من مقومات الحياة في غزة، التي أصبحت تمثل واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية المعاصرة.
صدى الموقف الألماني في العالم العربي
وقد لاقى الموقف الألماني ترحيبًا حذرًا في عدد من العواصم العربية، حيث تم اعتباره خطوة إيجابية، لكنها بحاجة إلى ترجمة عملية من خلال ضغط حقيقي على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية، وتحمّل المسؤولية الدولية تجاه حماية الشعب الفلسطيني.
في الوقت ذاته، طالب ناشطون ومنظمات حقوقية ألمانيا بأن تذهب أبعد من مجرد التصريحات، عبر تجميد صادرات السلاح لإسرائيل، واتخاذ مواقف أكثر وضوحًا في المحافل الدولية.
وفي ظل استمرار الصمت أو المواقف الرمادية من بعض الدول، فإن صوت برلين يبدو محاولة لكسر الجمود، ودعوة لتحريك الضمير العالمي نحو إنقاذ ما تبقى من غزة.










