خلاصة تحليلية: فشل الردع الإسرائيلي أمام تحدٍ غير تقليدي

صواريخ ومسيرات من اليمن تضرب عمق إسرائيل: قراءة في دلالات العجز الإسرائيلي أمام هجمات "أنصار الله"

profile
  • clock 10 يونيو 2025, 8:02:05 م
  • eye 417
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

تشهد ساحة الصراع في الشرق الأوسط تحولًا استراتيجيًا لافتًا، يتمثل في تكرار عمليات القصف الصاروخي والطائرات المسيّرة من اليمن تجاه إسرائيل، والتي تتبناها جماعة "أنصار الله" الحوثية. ومع تصاعد هذه الهجمات، بات السؤال الأكثر إلحاحًا هو: ما دلالة عدم قدرة إسرائيل على منع صواريخ اليمن؟ وما هي الرسائل التي تحملها هذه العمليات من الناحية العسكرية والسياسية؟

اليمن يضرب قلب إسرائيل: تطور غير مسبوق

باتت الهجمات اليمنية التي تطال مدنًا إسرائيلية مثل تل أبيب والقدس مؤشرًا على أن ساحة المواجهة لم تعد محصورة في حدود غزة أو الجنوب اللبناني، بل امتدت إلى العمق العربي في جنوب الجزيرة. وتشير التقارير العبرية إلى أن صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة انطلقت من الأراضي اليمنية خلال الأسابيع الماضية، وتسببت في إرباك كبير داخل الشارع الإسرائيلي، وتوقّف مؤقت لحركة الملاحة الجوية.

فشل المنظومة الدفاعية الإسرائيلية: القبة الحديدية تحت الضغط

رغم التطور الكبير في المنظومات الدفاعية الإسرائيلية، وعلى رأسها "القبة الحديدية" و"حيتس"، إلا أن تكرار الاختراقات من مسافات بعيدة يشير إلى قصور واضح في قدرة هذه الأنظمة على التصدي لصواريخ طويلة المدى أو مُسيّرات منخفضة التكلفة. هذا العجز التقني يعكس تحديًا حقيقيًا لأمن إسرائيل، ويشكّل ثغرة استراتيجية قد تستغلها أطراف إقليمية أخرى.

أنصار الله في معادلة الردع: رسائل متعددة

من الناحية السياسية، تُظهر هذه الهجمات أن جماعة أنصار الله تسعى لإثبات حضورها الإقليمي كلاعب مؤثر في معادلة الصراع مع إسرائيل، خاصة في ظل العدوان المتواصل على قطاع غزة. وتُعد هذه الضربات بمثابة رد فعل مباشر على المجازر المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين، ورسالة مفادها أن الجرائم لا تمرّ دون ردّ، حتى من جبهات جغرافية بعيدة.

توسع جبهة المواجهة: إسرائيل في مرمى جبهات متعددة

تشير هذه التطورات إلى أن إسرائيل باتت تواجه تحديات أمنية من جبهات غير تقليدية، تبدأ من غزة ولا تنتهي في اليمن. وهذا التمدد في جبهات الصراع يُضعف قدرة الجيش الإسرائيلي على التركيز، ويستنزف موارده الدفاعية، ويخلق بيئة أمنية هشّة وغير مستقرة.

رمزية الاختراق اليمني: هل تغيرت قواعد الاشتباك؟

الهجمات اليمنية تحمل رمزية عالية، ليس فقط في بعدها العسكري، وإنما أيضًا في رسالتها الجيوسياسية، إذ تُعبّر عن وحدة الجبهات المقاومة في وجه الاحتلال الإسرائيلي. كما تؤكد أن "أنصار الله" لم تعد فاعلًا محليًا محصورًا في إطار الحرب الأهلية اليمنية، بل تحوّلت إلى جزء من محور إقليمي يمتلك أدوات ضغط حقيقية على إسرائيل.

خلاصة تحليلية: فشل الردع الإسرائيلي أمام تحدٍ غير تقليدي

في المحصلة، فإن عجز إسرائيل عن منع صواريخ اليمن يمثل اختبارًا جديدًا لفاعلية استراتيجياتها الدفاعية، ويشكّل تهديدًا مباشرًا لصورتها كقوة عسكرية متفوقة في المنطقة. ومع كل صاروخ يعبر الأجواء، وكل مسيّرة تخترق الدفاعات، تتآكل صورة الردع، وتفتح أبوابًا جديدة لتحولات إقليمية قد تُعيد رسم خريطة التوازنات في الشرق الأوسط.

التعليقات (0)