تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية، استنادًا إلى تحليل صور جوية، أن أحد الصواريخ الإيرانية أصاب بشكل مباشر مقر وزارة الحرب الإسرائيلية "الكرياه" في تل أبيب، خلال الحرب الأخيرة بين طهران وتل أبيب. ويُعد هذا الهجوم تطورًا لافتًا في مسار الصراع، لما يحمله من دلالات عسكرية واستخباراتية.

استهداف واسع للمنشآت العسكرية الإسرائيلية

وبحسب موقع واللا العبري، نقلًا عن صحيفة تلغراف البريطانية، فإن الضربات الإيرانية طالت معسكرات وقواعد عسكرية رئيسية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، ما يشير إلى دقة عالية في التوجيه والاستهداف.

قواعد متعددة تحت نيران الصواريخ

أوضح المصدر أن ستة صواريخ إيرانية أصابت مواقع عسكرية موزعة في الشمال والوسط والجنوب، من بينها قاعدة "تل نوف" الجوية ومعسكر وحدة "8200" في "غليلوت"، مما يُبرز شمولية الهجوم وعمق تأثيره.

تحليلات عسكرية تكشف المستور

ونظرًا لمنع الرقابة العسكرية في كيان الاحتلال من نشر التفاصيل، استندت وسائل الإعلام إلى تحليل صور التقطها خبراء من جامعة أوريغون الأمريكية، والتي أظهرت الأضرار الدقيقة التي لحقت بالبنى التحتية العسكرية.

قاعدة "تل نوف": مركز الطيران الاستراتيجي

تقع قاعدة "تل نوف" الجوية على بعد 144 كيلومترًا من لبنان و1015 كيلومترًا من إيران، وتعد من أهم القواعد الجوية في الاحتلال الإسرائيلي. تضم القاعدة ستة أسراب متنوعة، تشمل طائرات F-15، مروحيات "يسعور"، وطائرات مسيّرة من طراز "هيرون-TP إيتان"، إلى جانب وحدات اختبار الطيران والحرب الإلكترونية المحمولة جوًا عبر طائرات C-130.

وتحتوي القاعدة أيضًا على المقر الرئيسي للقوات المظلية، ومركز اختبار الطيران "مانات"، وأربعة مدارج للإقلاع والهبوط.

معسكر "غليلوت": العمود الفقري للاستخبارات الإسرائيلية

من جهة أخرى، تُعد قاعدة "غليلوت" التي تقع شمال فلسطين المحتلة، مقرًّا لوحدة "8200" التابعة لمديرية الاستخبارات العسكرية، وهي أكبر وحدات التنصت وفك التشفير. وتتمثل مهامها في جمع المعلومات الاستخباراتية وتقديم التحذيرات للقيادة المركزية.

فشل استخباراتي رغم التكنولوجيا المتقدمة

رغم استخدام أحدث تقنيات التنصت والتجسس، فشلت وحدة "8200" في التنبؤ بعملية "طوفان الأقصى"، مما أثار تساؤلات حول فعالية هذه الوحدة في ظل التطورات الأخيرة.

وتضم قاعدة غليلوت كذلك مقر وحدة "9900"، ومدرسة "أمان" الاستخباراتية، إضافة إلى مبانٍ مخصصة للاتصالات والصيانة، وصحون لاقطة عملاقة. كما يقع بجوارها أحد مقار جهاز "الموساد" ومركز التراث الاستخباراتي.

العدوان والرد المتبادل بين طهران وتل أبيب

في 13 يونيو/حزيران الماضي، شنت "إسرائيل" عدوانًا موسعًا على إيران بدعم أمريكي، استهدف منشآت عسكرية ونووية، إلى جانب اغتيال قادة وعلماء. وردّت إيران بقوة، مستهدفة مقرات عسكرية واستخباراتية إسرائيلية باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة.

تصعيد إقليمي وانتهاء مؤقت للمواجهة

في 22 يونيو، هاجمت الولايات المتحدة منشآت إيرانية، مدعية أنها "أنهت" برنامج طهران النووي، مما دفع إيران للرد باستهداف قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر. وانتهى التصعيد مؤقتًا بإعلان وقف إطلاق النار في 24 يونيو.