تكبير الخط تصغير الخط

في تطور نوعي لافت ضمن موجة التصعيد الإقليمي المرتبطة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، أعلنت القوات المسلحة اليمنية، اليوم الأحد، تنفيذ هجوم صاروخي وفر بطائرات مسيرة على أهداف حيوية داخل إسرائيل، من بينها مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب، باستخدام صاروخ فرط صوتي.

اليمن تعلن الاستهداف… وإسرائيل تعترف بالتعطيل

وجاء في البيان العسكري اليمني أن الهجوم استهدف بشكل مباشر مطار بن غوريون وأهدافًا أخرى "حيوية" داخل الكيان، مؤكدة أن هذا الاستهداف يأتي ردًا على المجازر المستمرة في غزة، ودعمًا لصمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال.

في المقابل، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية حدوث تعطيل في حركة الإقلاع والهبوط بمطار بن غوريون، بعد تفعيل صفارات الإنذار في تل أبيب عصر الأحد، فيما سارعت سلطات المطار إلى إيقاف العمل مؤقتًا حفاظًا على سلامة الرحلات.

صفارات إنذار في القدس وتل أبيب ومستوطنات الضفة

وبحسب قناة "14" الإسرائيلية، فقد أُطلقت صواريخ اعتراضية لمواجهة الصاروخ القادم من اليمن، الذي كان متجهًا إلى المطار. ودوّت صفارات الإنذار في القدس، وتل أبيب، وعدد من مستوطنات الضفة الغربية، وسط حالة من الذعر العام وهروب جماعي للمستوطنين إلى الملاجئ، ما يعكس حجم التأثير النفسي لهذا النوع من الهجمات بعيدة المدى.

"يسرائيل هيوم": منظومة "ثاد" الأمريكية قد تكون اعترضت الصاروخ

في السياق ذاته، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن التقديرات الأولية تشير إلى أن منظومة "ثاد" الأمريكية المضادة للصواريخ الباليستية ربما هي التي اعترضت الصاروخ اليمني، في أول اختبار فعلي لهذه المنظومة في مواجهة صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، وهو ما يشكل سابقة في مسار المواجهة المفتوحة بين محور المقاومة والاحتلال.

تصعيد يفتح الباب أمام معادلات جديدة في الصراع

يرى مراقبون أن هذا الاستهداف اليمني المتطور ينقل المعركة إلى مستوى جديد من الردع والضغط على الاحتلال الإسرائيلي، في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة، والتي خلّفت أكثر من 178 ألف شهيد وجريح، وأدت إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة وفق تقارير الأمم المتحدة.

ويؤكد هذا الحدث أن الساحة اليمنية لم تعد مجرد ساحة تضامن إعلامي مع غزة، بل باتت فاعلًا عسكريًا مباشرًا ومؤثرًا في خريطة المواجهة الإقليمية. كما أن استهداف مطار بن غوريون – شريان النقل الجوي المركزي للاحتلال – يحمل أبعادًا استراتيجية، كونه يمثل رمزية سيادية واقتصادية وعسكرية مهمة.

تل أبيب في مرمى النار… والمخاوف تتصاعد

الهجوم اليمني، الذي أربك الدفاعات الإسرائيلية وأدى إلى شلل مؤقت في مطار بن غوريون، يأتي في وقت تعيش فيه الجبهة الداخلية الإسرائيلية حالة من الإنهاك نتيجة الضغط العسكري من عدة جبهات: غزة، لبنان، اليمن، وسوريا. ويطرح هذا التصعيد تساؤلات خطيرة حول قدرة إسرائيل على الصمود أمام التحديات متعددة الاتجاهات.