مصير المنشآت النووية الإيرانية

سيناريوهات الحرب الأميركية–الإسرائيلية على إيران: تغيير النظام أم تحجيم القدرات النووية؟

profile
  • clock 22 يونيو 2025, 3:20:32 م
  • eye 418
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

خاص موقع 180 تحقيقات

مع تصاعد الضربات الأميركية والإسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية، تزداد التكهنات حول مسار الحرب الجارية، وأهدافها النهائية، وما إذا كانت تسعى فقط إلى تحجيم القدرات النووية الإيرانية أم إسقاط النظام الحاكم بالكامل.

أولًا: سيناريوهات الحرب المحتملة

تشير المعطيات الميدانية والسياسية إلى 3 سيناريوهات رئيسية محتملة:

1. تحجيم البرنامج النووي دون إسقاط النظام

يتمثل هذا السيناريو في استهداف مواقع نووية محددة، وضرب قدرات إيران التكنولوجية واللوجستية، لإعادة البرنامج إلى الوراء لعدة سنوات، دون المساس المباشر ببنية النظام السياسي.
وهو السيناريو المفضل لدى بعض الدول الأوروبية، التي تسعى للحفاظ على استقرار إقليمي نسبي.

2. حرب استنزاف تمهّد لتغيير النظام

يرى مراقبون أن استمرار الضربات، خاصة ضد مواقع الحرس الثوري ومراكز القيادة، قد يكون مقدمة لـتفكيك تدريجي لبنية النظام الإيراني، وإشعال حالة من الغليان الشعبي والسياسي تؤدي إلى انهيار داخلي.

3. مواجهة إقليمية مفتوحة مع وكلاء إيران

إذا وسّعت إيران ردودها لتشمل إسرائيل أو المصالح الأميركية في الخليج، فإن المنطقة قد تدخل في مواجهة شاملة تشمل الحوثيين، حزب الله، والحشد الشعبي، ما سيحوّل الساحة إلى حرب إقليمية موسعة.

ثانيًا: هل النظام الإيراني في مرمى التغيير؟

الإجابة نعم، ولكن بشكل غير مباشر.
الولايات المتحدة وإسرائيل لا تُعلنان صراحة عن نية إسقاط النظام، لكن طبيعة الأهداف التي تُضرب حاليًا، وتكثيف الضغوط السياسية والاقتصادية، تعكس نية لدفع النظام نحو التفكك أو التغيير الذاتي من الداخل، عبر تحركات شعبية أو صراعات داخلية بين أجنحة الحكم.

ثالثًا: الموقف العربي من الحرب

الموقف العربي من الحرب يراوح بين الدعم الضمني والتوجس الحذر:

بعض العواصم الخليجية ترى في إضعاف إيران فرصة لتقليص نفوذها الإقليمي، لا سيما في اليمن والعراق ولبنان.

دول أخرى، مثل مصر والأردن، تفضل التهدئة، وتحذّر من تحول الحرب إلى مواجهة إقليمية شاملة.

الشارع العربي، بدوره، منقسم بين معارضة السياسات الإيرانية من جهة، والتخوف من التدخل الأميركي من جهة أخرى.

رابعًا: ما بعد ضربة اليوم الأميركية لإيران

الضربة الأميركية الأخيرة استهدفت منشآت نووية وبنى تحتية عسكرية، وقد تسببت - بحسب تقارير استخباراتية - في تأخير البرنامج النووي الإيراني سنوات إلى الوراء، عبر تدمير أجهزة طرد مركزي ومواقع بحث وتطوير.

لكن الضربة أيضًا أعادت إيران إلى حالة صدمة استراتيجية، وأطلقت موجة من التهديدات السياسية والعسكرية، ما يجعل من الرد الإيراني - إن حدث - عاملًا حاسمًا في تحديد مسار الحرب.

خامسًا: مصير المنشآت النووية الإيرانية

بعض المواقع النووية تم تدميرها جزئيًا، مثل نطنز وأصفهان.

المواقع الأكثر تحصينًا، كفوردو، ربما تعرضت لأضرار جزئية، لكنها لا تزال تحت التقييم.

إيران لا تزال تحتفظ ببعض القدرات النووية تحت الأرض، لكن فقدت بنيتها اللوجستية والقدرة على التخصيب السريع.

وبالتالي، فإن البرنامج لم يُلغَ، لكنه أُجبر على التوقف وإعادة البناء من جديد، في ظل رقابة دولية وضغوط دبلوماسية متزايدة.

التعليقات (0)