تكبير الخط تصغير الخط

في حديث خاص لموقع 180 تحقيقات، قالت الكاتبة الصحفية سنا كجك، المختصة في الشأن الإسرائيلي، تداعيات رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا على الواقع اللبناني، في ظل الانهيار الاقتصادي والتحديات السياسية والأمنية التي تعصف بالبلاد.

الدعم العراقي في قمة بغداد: خطوة أولى نحو إعادة الإعمار

خلال القمة العربية الـ34 في بغداد، أعلن العراق عن تقديم 20 مليون دولار دعمًا لإعادة إعمار لبنان، تلاها تعهّد آخر بقيمة 40 مليون دولار في إطار الدعم العربي العام للبنان. ويأتي هذا الدعم في وقت ما تزال فيه العديد من قرى الجنوب اللبناني مدمرة منذ العدوان الإسرائيلي، في ظل غياب شبه كامل للمساهمات العربية والأوروبية في جهود الإعمار.

وبحسب كجك، فإن هذا الدعم يكتسب أهمية مضاعفة نظرًا لأن البيئة الجنوبية للبنان تُعاني من حصار غير معلن بقرار أمريكي، يُشترط فيه على لبنان تنفيذ "إصلاحات سياسية" تتضمن نزع سلاح حزب الله، كشرط مسبق لأي مساعدة خارجية.

الحصار الأمريكي واشتراطات الغرب: عوائق أمام النهوض

وأوضحت كجك أن الدول الأوروبية والعربية ترضخ للإملاءات الأمريكية في تعاطيها مع ملف المساعدات للبنان، ما أدى إلى حرمان شرائح واسعة من اللبنانيين، خصوصًا في الجنوب، من دعم حيوي لإعادة إعمار منازلهم التي دمّرتها الحروب والعدوان.

وأشارت إلى أن الضغوط الأمريكية المعلنة تشمل فرض إصلاحات سياسية واقتصادية محددة، تضعف من قدرة لبنان على اتخاذ قرارات سيادية تتعلق بمقاومته واستقلاله، وهو ما يربك المشهد اللبناني ويطيل أمد الأزمة.

رفع العقوبات عن سوريا: فرصة ذهبية لتخفيف العبء عن لبنان

وفي سياق متصل، أكدت كجك أن رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا سيعود بالنفع المباشر على لبنان، أولًا من خلال تسريع عودة النازحين السوريين الذين شكّلوا عبئًا كبيرًا على الدولة اللبنانية منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، وثانيًا عبر إحياء العلاقات الاقتصادية بين لبنان وسوريا، التي تُعد شريانًا تجاريًا مهمًا وخط إمداد اقتصادي دائم.

وأضافت أن انفتاح لبنان اقتصاديًا على سوريا، بعد رفع العقوبات، سيسهم في تنشيط السوق المحلي، وتحريك العجلة التجارية والزراعية والصناعية، بما ينعكس إيجابًا على المواطنين اللبنانيين وعلى الحركة الاقتصادية في المناطق الحدودية خصوصًا.

فرصة للضغط الإيجابي وتحرير القرار اللبناني

وترى الكاتبة سنا كجك أن التحولات الإقليمية، خصوصًا في ملف العقوبات على سوريا، تمثل فرصة استراتيجية للبنان لتخفيف الضغط الغربي عنه، واستعادة قراره السيادي في التعاطي مع الملفات الكبرى. وتدعو إلى توظيف الدعم العراقي وتحولات الموقف العربي لإعادة التوازن للعلاقات الدولية للبنان، بعيدًا عن الاشتراطات الخارجية التي عطّلت التنمية والإصلاح