بعد موجة غضب واسعة

سحب مشروع قانون أمريكي يعاقب مقاطعة إسرائيل من الكونغرس

profile
  • clock 6 مايو 2025, 8:29:17 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تم سحب مشروع قانون أمريكي كان من المقرر التصويت عليه يوم الإثنين من جدول أعمال الكونغرس، وذلك بعد مواجهة رد فعل عنيف من عدد من النواب الجمهوريين من تيار "أمريكا أولاً" ومن عدد من مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي. المشروع الذي يستهدف بشكل خاص مقاطعة إسرائيل أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والشعبية الأمريكية.

إعلان سحب التصويت بعد اعتراضات جمهورية قوية

أعلنت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين عبر منصة "إكس" يوم الإثنين: "قيل لي إننا لن نصوت على هذا المشروع. لقد تم سحبه"، في إشارة إلى مشروع القانون المثير للجدل. كما أكد النائب توماس ماسي، وهو جمهوري من التيار الليبرتاري ومن المنتقدين لنفوذ إسرائيل في واشنطن، أن "مشروع القانون قد تم سحبه من جدول هذا الأسبوع"، في إشارة إلى تراجع القيادة الجمهورية عن تمريره في هذه المرحلة.

مشروع قانون يُجرّم مقاطعة إسرائيل ويحمل اسمًا مبهمًا

مشروع القانون المعروف باسم "قانون مكافحة المقاطعة من قبل المنظمات الحكومية الدولية" (IGO Anti-Boycott Act)، يهدف فعلياً إلى تجريم مقاطعة إسرائيل، حيث كان سيفرض عقوبات مدنية وغرامات جنائية قد تصل إلى مليون دولار، بل وحتى عقوبة السجن لفترة تصل إلى 20 عاماً على الأفراد أو الشركات أو المنظمات التي تلتزم بدعوات المقاطعة الدولية ضد إسرائيل. وقد تم تقديم المشروع في يناير من قبل النائب الجمهوري مايك لولر والنائب الديمقراطي جوش غوتهايمر، وشارك في رعايته 22 نائباً آخر من الحزبين.

رفض واسع من نشطاء حرية التعبير ومؤيدي فلسطين

واجه مشروع القانون معارضة قوية من قبل نشطاء حرية التعبير والمنظمات المؤيدة للقضية الفلسطينية، مما أدى إلى توحيد صفوف مجموعات متباينة في العادة فيما يتعلق بالقضايا المحلية الأمريكية. وكتبت النائبة غرين قبل التصويت بيوم: "من واجبي الدفاع عن حق الأمريكيين في شراء أو مقاطعة من يشاؤون دون أن تقوم الحكومة بتغريمهم أو سجنهم بشكل قاسٍ"، مضيفة بسخرية: "ما لا أفهمه هو لماذا نصوت على مشروع قانون لصالح دول أخرى، وليس على أوامر تنفيذية رئاسية لصالح بلدنا؟"

مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية يحذر من تهديد لحرية التعبير

ندد مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) بمشروع القانون، واصفاً إياه بأنه "تهديد لحقوق حرية التعبير المنصوص عليها في التعديل الأول للدستور الأمريكي". وقال المجلس في بيان: "الحق في المقاطعة هو جزء جوهري من التعديل الأول وركيزة أساسية في الديمقراطية الأمريكية — من مقاومة الحكم الاستعماري البريطاني إلى دعم الحقوق المدنية ومعارضة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا. هذا الحق لا يجب أن يُنتهك بأي حال من الأحوال."

أصوات جمهورية من داخل التيار المحافظ تعارض المشروع

وعلى الرغم من أن معارضة النواب الديمقراطيين التقدميين لمشروع القانون كانت متوقعة، فإن المعارضة الأهم جاءت من داخل الحزب الجمهوري نفسه، وتحديداً من شخصيات بارزة ترتبط بشكل وثيق بتيار ترامب و"أمريكا أولاً". فقد شن الإعلامي المحافظ المؤثر تشارلي كيرك حملة ضد المشروع على منصة "إكس"، معتبراً أن "الحق في التعبير الحر هو حق مكتسب لجميع الأمريكيين". كما أيد ستيف بانون، المستشار السابق لترامب ومقدم بودكاست "غرفة الحرب"، مواقف كل من كيرك وغرين، منتقداً مشروع القانون بشدة.

التحول في موقف المحافظين تجاه إسرائيل

لطالما كان الجمهوريون من أشد أنصار إسرائيل في واشنطن، حيث استمروا في دعمها بصوت مرتفع حتى مع تزايد الانتقادات من قبل الديمقراطيين التقدميين. لكن مشروع القانون هذا كشف عن اتجاه متصاعد داخل صفوف المحافظين نحو التشكيك في الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل، وهو اتجاه ازداد وضوحاً منذ هجمات 7 أكتوبر 2023 التي نفذتها حماس على مستوطنات إسرائيلية، والتي أعقبها العدوان الإسرائيلي على غزة وتصاعد النزاع في الشرق الأوسط.

استطلاعات الرأي تكشف تراجع تأييد إسرائيل بين الأمريكيين

وفقاً لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة "بيو" ونُشر في أبريل، فإن 53% من الأمريكيين الآن لديهم نظرة سلبية تجاه إسرائيل، مقارنة بـ42% فقط في مارس 2022، ما يشير إلى تحول كبير في الرأي العام. هذا التراجع في الدعم يترافق مع تنامي الحذر بين الجيل الجمهوري الشاب دون سن الخمسين، الذي يتابع بودكاستات محافظة مثل تلك التي يقدمها تاكر كارلسون، ويعبر عن قلقه من القيود على حرية التعبير ومن حجم المساعدات الخارجية الأمريكية.

الإعلام المحافظ يشكك في وجود إسرائيل ذاته

شهدت الساحة الإعلامية المحافظة نقاشات غير مسبوقة حول دعم إسرائيل، بل وحتى عن وجودها من حيث المبدأ. ففي الشهر الماضي، استضاف تاكر كارلسون في برنامجه الإعلامي مات والش، وتحدثا معاً باقتضاب عن ما إذا كان ينبغي لإسرائيل أن "توجد" كدولة إن كانت تعتمد على الدعم العسكري الأمريكي بشكل دائم. هذه اللهجة غير المسبوقة تُظهر عمق التحول داخل قاعدة الحزب الجمهوري، وخاصة بين الجيل الشاب الذي بات يرى في حرية التعبير والدفاع عن السيادة الوطنية قضايا تتجاوز الاعتبارات التقليدية في دعم إسرائيل.

التعليقات (0)