تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

حذّرت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، من خطورة عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية، معتبرة أن هذا الإجراء ينطوي على آثار كارثية وتهديد مباشر لحياة المواطنين، في ظل استمرار المجاعة والحصار الإسرائيلي الخانق.

إسقاط المساعدات "فوضوي ومميت"

وقالت الوزارة، في بيان رسمي وصل إلى "المركز الفلسطيني للإعلام"، إن عمليات الإنزال الجوي تُستخدم من قبل الاحتلال الإسرائيلي ضمن سياسة "هندسة التجويع" ونشر الفوضى، من خلال تعزيز نشاط مجموعات اللصوص وقطّاع الطرق، في وقت يعاني فيه سكان القطاع من كارثة إنسانية غير مسبوقة.

وأكدت الداخلية أن عمليات الإسقاط الجوي تسببت بإصابة أعداد كبيرة من المواطنين خلال التدافع للحصول على المساعدات، وسُجّلت وفيات مباشرة نتيجة سقوط الصناديق فوق منازل وخيام النازحين، كما حدث اليوم شمال قطاع غزة، حيث استُشهد مواطن وأُصيب آخرون.

أضرار تفوق الفائدة: خيام مدمّرة ومواطنون ضحايا

وأوضح البيان أن صناديق المساعدات، التي تُسقط من الجو بواسطة المظلات، سقطت في عدد من الحالات على خيام النازحين ومنازل المدنيين، ما أدى إلى استشهاد نساء وأطفال وتدمير ممتلكات المواطنين، ما يجعل هذا الإجراء أكثر ضررًا من نفعه، خاصة أن الكميات المسقطة محدودة جدًا، ولا تلبّي الحد الأدنى من الاحتياجات.

وأشار إلى أن ما يصل عبر الجو لا يُقارن بما يمكن إدخاله بريًا عبر معابر مغلقة تسيطر عليها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والتي تمنع منذ 2 مارس/آذار 2025 تدفّق المساعدات الغذائية والطبية، ما أدى إلى تفشي المجاعة وموت العشرات من الجوع والمرض.

وزارة الداخلية: المطلوب فتح المعابر لا الإسقاط الجوي

شدّدت وزارة الداخلية على أن السبيل الحقيقي لإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة هو فتح المعابر البرية بشكل عاجل، والسماح بإدخال المساعدات بكميات كافية ومنظمة يوميًا، مؤكدة أن الفوضى والخسائر الناتجة عن الإسقاط الجوي لا يمكن تبريرها في ظل وجود حلول أكثر فعالية.

وفي ختام البيان، ناشدت الوزارة الدول المشاركة في عمليات الإسقاط الجوي — ومنها: مصر، الإمارات، الأردن، المغرب، الولايات المتحدة، فرنسا، ألمانيا — بضرورة إعادة النظر في هذا الإجراء "القاتل"، واتخاذ قرار عاجل بوقفه حفاظًا على أرواح المواطنين.

سجل دموي لعمليات الإسقاط الجوي

وكانت عمليات الإنزال الجوي العشوائية قد تسببت في استشهاد 18 فلسطينيًا خلال الأشهر الماضية، وفق توثيق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، بعد سقوط صناديق المساعدات بشكل مباشر على رؤوس المدنيين، خاصة في المناطق المكتظة بالنازحين.

في الوقت نفسه، تؤكد منظمات حقوقية وأممية على ضرورة التخلي عن هذه الوسائل العشوائية، والتركيز على فتح المنافذ البرية بشكل منظم وآمن، لإدخال المساعدات إلى أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة يعيشون تحت الحصار والمجاعة والإبادة الجماعية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.