-
℃ 11 تركيا
-
15 يونيو 2025
خريطة القوى: موازين القوى بين إيران وإسرائيل في ظل التصعيد الحالي
القوة النووية والردع الاستراتيجي
خريطة القوى: موازين القوى بين إيران وإسرائيل في ظل التصعيد الحالي
-
14 يونيو 2025, 12:26:35 م
-
419
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
خاص موقع 180 تحقيقات
مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل بشكل غير مسبوق، تعود موازين القوى إلى الواجهة بوصفها عاملًا حاسمًا في تحديد مسار الأحداث. فرغم الاختلاف الكبير في طبيعة النظامين العسكريين والسياسيين لكلا الدولتين، إلا أن توازن الردع والقدرات غير التقليدية يُضفي تعقيدًا بالغًا على المشهد.
من حيث التسليح التقليدي، تتفوق إسرائيل من حيث التكنولوجيا العسكرية، لا سيما في سلاح الجو والقدرات السيبرانية وأنظمة الدفاع الجوي مثل "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود". كما تمتلك إسرائيل دعمًا أمريكيًا مباشرًا في مجالات التدريب والتسليح، وهو ما يمنحها قدرة على تنفيذ عمليات دقيقة بعُمق الخصم.
في المقابل، تعتمد إيران على جيش كبير عدديًا، وترسانة صاروخية متقدمة متعددة المدى، وتكتيكات حرب غير تقليدية عبر مليشياتها المنتشرة في دول الجوار. هذا "الجيش اللا متماثل" يمنح طهران قدرة على المناورة، خصوصًا في الحروب طويلة الأمد أو الحروب بالوكالة.
القوة النووية والردع الاستراتيجي
رغم أن إسرائيل لم تُعلن رسميًا عن امتلاكها للسلاح النووي، إلا أن معظم التقديرات تشير إلى امتلاكها ترسانة نووية سرية تشكّل عنصر ردع قويًا. في المقابل، تسعى إيران، بحسب تقارير غربية، إلى تطوير قدرات نووية تُقرّبها من عتبة صنع السلاح، ما جعل ملفها النووي محورًا للصراع الإقليمي والدولي.
ومن هنا، فإن عنصر الردع النووي يُعد واحدًا من أهم عوامل ضبط النفس حتى الآن، رغم ضراوة المواجهات غير النووية بين الطرفين.
الحلفاء والنفوذ الإقليمي: شبكة النفوذ أم التحالفات الدولية؟
تمتلك إيران شبكة واسعة من الحلفاء في المنطقة مثل "حزب الله" في لبنان، و"الحشد الشعبي" في العراق، و"أنصار الله" في اليمن، مما يُمكنها من توسيع دائرة الصراع دون الدخول في مواجهة مباشرة. على النقيض، تعتمد إسرائيل على تحالفات راسخة مع الولايات المتحدة وعدد من دول أوروبا، بالإضافة إلى تطبيع علاقاتها مؤخرًا مع بعض الدول العربية، ما يمنحها دعمًا دوليًا وغطاءً دبلوماسيًا في تحركاتها.
الحرب السيبرانية والاستخباراتية: تفوق نوعي وتبادل للضربات
شهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا في المواجهة السيبرانية بين الطرفين. إسرائيل تُعرف بتفوقها في هذا المجال، كما أظهرت تقارير تورطها في عمليات اختراق لمنشآت نووية إيرانية. بالمقابل، نفّذت إيران عدة هجمات رقمية ضد منشآت حيوية إسرائيلية، ما يجعل الجبهة السيبرانية ساحة حرب موازية توازي أهمية الجبهات التقليدية.
توازن هشّ ومفتوح على كل الاحتمالات
من الواضح أن ميزان القوى بين إيران وإسرائيل لا يُقاس فقط بعدد الطائرات أو الصواريخ، بل يعتمد على مدى فعالية كل طرف في استخدام أدواته وتوظيفها سياسيًا وعسكريًا. وفي ظل التصعيد الحالي، فإن هذا التوازن يبقى هشًا، وقد ينقلب في أي لحظة نحو تصعيد شامل إذا ما تم تجاوز خطوط الردع المتبادل.








