سيناريو التصعيد العسكري المتدرج

سيناريوهات التطور العسكري والسياسي خلال الأسابيع القادمة بين إيران وإسرائيل

profile
  • clock 14 يونيو 2025, 12:12:41 م
  • eye 417
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

خاص موقع 180 تحقيقات

مع استمرار التصعيد بين إيران وإسرائيل، تتجه الأنظار إلى مستقبل المواجهة واحتمالات توسعها. فالوضع الراهن لا يشير فقط إلى حرب تقليدية أو عمليات محدودة، بل إلى مواجهة مفتوحة على مستويات متعددة، تشمل العمل العسكري، والضربات الاستخباراتية، والضغط السياسي والدبلوماسي. في هذا السياق، تبرز مجموعة من السيناريوهات التي قد ترسم ملامح المرحلة المقبلة.

أولًا: سيناريو التصعيد العسكري المتدرج

من المرجح أن يستمر الطرفان في تبادل الضربات المحسوبة خلال الأسابيع المقبلة. ويعني ذلك استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية لمواقع تابعة لإيران أو حلفائها في سوريا والعراق، مقابل ردود إيرانية عبر الطائرات المسيّرة والصواريخ، سواء بشكل مباشر أو عبر وكلائها في المنطقة.

هذا السيناريو يسمح للطرفين بالحفاظ على قواعد الاشتباك دون التورط في حرب شاملة، مع بقاء كل منهما في موقع "رد الفعل" دون إعلان حرب رسمية.

ثانيًا: سيناريو المواجهة الموسعة

في حال تطورت الضربات إلى استهداف مباشر ومتكرر لأهداف حيوية داخل إيران أو إسرائيل، مثل منشآت نووية أو مراكز عسكرية عليا، فقد يؤدي ذلك إلى انزلاق غير محسوب نحو مواجهة واسعة النطاق. هذا التصعيد قد يشمل ضربات إسرائيلية لمنشآت داخل العمق الإيراني، وردًا إيرانيًا مباشرًا قد يستهدف مدنًا ومرافق استراتيجية في إسرائيل.

ويُعتبر هذا السيناريو الأخطر، كونه سيضع الإقليم بأسره على شفا حرب إقليمية كبرى، مع احتمالية انخراط أطراف دولية في مساعي التهدئة أو الدعم العسكري.

ثالثًا: سيناريو الحلول الدبلوماسية المؤقتة

ورغم التصعيد، لا يمكن استبعاد وجود وساطات دولية أو إقليمية تهدف إلى خفض التوتر، خاصة من قبل أطراف كروسيا أو الصين أو حتى بعض دول الخليج. وقد يؤدي ذلك إلى "هدنة غير معلنة" أو تفاهمات مؤقتة، تسمح للطرفين بإعادة ترتيب أوراقهما دون التراجع عن مواقفهما الاستراتيجية.

هذا السيناريو يعتمد على مدى جاهزية كل طرف لقبول التهدئة، ومدى فعالية الضغوط السياسية والاقتصادية التي تمارسها القوى الكبرى.

رابعًا: تصعيد غير تقليدي: الحروب السيبرانية والاغتيالات

من السيناريوهات المرجحة أيضًا، استمرار الحرب في شكلها "غير المعلن"، مثل الهجمات السيبرانية على البنية التحتية، أو استهداف علماء وقادة بارزين عبر عمليات استخباراتية معقدة. هذا النوع من التصعيد يسمح للطرفين بإلحاق أذى استراتيجي دون التورط العسكري العلني، وهو ما أصبح نهجًا شائعًا في السنوات الأخيرة.

خلاصة المشهد: المجهول أقرب من المتوقع

في ضوء ما سبق، تبقى كل السيناريوهات مفتوحة في ظل غياب أي مؤشرات على نية التراجع من الجانبين. وتبقى الأيام والأسابيع المقبلة حاسمة، سواء باتجاه الانفجار الشامل أو باتجاه احتواء مدروس يضمن "توازن الردع" مؤقتًا.

التعليقات (0)