ماذا جنت غزة من "تشريف" ترامب لبلاد العرب؟!

خبراء يكشفون لـ "80 تحقيقات" مكاسب أمريكا وخسائر غزة من زيارة ترامب للمنطقة

profile
محمد جمال دسوقي كاتب صحفي
  • clock 18 مايو 2025, 9:06:43 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
خبراء يكشفون لـ "80 تحقيقات" مكاسب أمريكا وخسائر غزة من زيارة ترامب للمنطقة

د. إلهام جبر شمالي: صفقة عيدان ألكسندر لم تخدم غزة أبدا ولكنها قربان من قطر لـ ترامب 


د. إياد المجالي: الزيارة صفقة تجارية ناجحة لـ ترامب ولا مكاسب سياسية من ورائها لـ غزة 
 


زار ترامب دول الخليج الثلاث الكبرى والمؤثرة في المنطقة وخرج من هذه الزيارة بصفقة ممتازة مع حركة حماس للإفراج عن الأسير الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر ، إلى جانب تريليونات الدولارات من جيوب العرب وهدايا قيمة منها طائرة بملايين الدولارات، ولكن ما جدوى هذه الزيارة لرئيس أكبر دولة في العالم  إلى دولنا العربية على قضيتنا الأم قضية فلسطين ووقف حرب الإبادة  الهمجية على أهلنا في قطاع غزة، هذا ما حملناه في هيئة أسئلة إلى ضيوفنا هنا في هذا التحقيق الصحفي لموقع “180 تحقيقات”، إذ أكد أساتذة التحليل السياسي والعلاقات الدولية أن ترامب يستطيع بكلمة واحدة إلى نتنياهو أن ينهي الحرب كليا ولكنه لا يريد ذلك دون تحقيق أكبر مكاسب لحليفه الصهيوني، كما أكدوا أن صفقة عيدان ألكسندر لم تكن لخدمة غزة وأهلها ولكنها خدمت دولة قطر في المقام الأول وإلى تفاصيل التحقيق.

بداية، أشار الباحث السياسي اللبناني، علي يحيى، إلى أن تخصيص الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أولى زياراته الخارجية بعد انتخابه لدول الخليج يعكس استعادة منطقة الشرق الأدنى والخليج أهميتها في السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة بعد تراجع هذا الاهتمام قبل أحداث أوكرانيا.

وأضاف أن الزيارة، التي استثنيت منها إسرائيل، ركزت على تعزيز الشراكات الاقتصادية وتهدئة الملفات الأمنية الساخنة بدلاً من تصعيد التوترات، وهو ما كان يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاستدراج واشنطن إليه، وتهدف هذه الزيارة إلى تحقيق عدة أهداف، منها جذب الاستثمارات الخليجية إلى قطاعات التكنولوجيا الحيوية الأمريكية، بالتوازي مع تشجيع الشركات الأمريكية على توطين مصانعها داخل الولايات المتحدة، مما قد يساهم في خلق مليوني وظيفة. 


 الحد من التغلغل الصيني في السوق الخليجية

وتابع يحيى، أنها تسعى إلى الحد من التغلغل الصيني في السوق الخليجية، التي تعد شريكاً رئيسياً للصين في قطاع الوقود الأحفوري، واستعادة الاستثمارات الخليجية التكنولوجية من الشركات الصينية، بعد رفع القيود على تصدير رقائق الاتصالات العالية التقنية كما حصل مع شركات مثل G24 وهيوماين.

وأشار يحيى إلى أن الدول الثلاث التي زارها ترامب تقع ضمن الحزام الواقي المحظي، ما يجعلها مستفيدة من هذه الاستثمارات، ولعبها دور شبيه بالذي كان يلعبه لبنان في الستينات والسبعينات،  وتحولها أيضا إلى مركز للذكاء الصناعي بالإضافة إلى مزايا أخرى. كما ستستفيد دول الخليج من حماية أمريكية نسبية، لكنها ليست مطلقة.

يمكن لإدارة ترامب زيادة الضغط عبر وقف الإمدادات العسكرية

وأوضح أن ترامب لا يمتلك القدرة على إنهاء الحروب بشكل كامل، حيث أن الدول الأكثر اعتماداً على الولايات المتحدة مالياً وعسكرياً تحتفظ بقدرتها على المناورة، كما فعلت ألمانيا بإصرارها على بناء مشروع "نورد ستريم 2"، وأفغانستان خلال حكم كرزاي بتجنب الإصلاحات، بالإضافة إلى تمرد الرئيس الأوكراني زيلينسكي على بعض القرارات الأمريكية. ومع ذلك، يمكن لإدارة ترامب زيادة الضغط عبر وقف الإمدادات العسكرية بدلاً من مجرد التهديد بها، والانخراط في جهود دولية لمعاقبة إسرائيل، كما فعلت مع روسيا.

وفي سياق آخر، حاولت حركة حماس استغلال التباين المستجد بين ترامب ونتنياهو، والذي ظهر من خلال إقالة مستشار الأمن القومي مايك وولتز بعد تآمره مع نتنياهو لتعطيل المفاوضات مع إيران، ورفض ترامب تنفيذ غارات ضد إيران، بالإضافة إلى زيارته الخليجية التي استثنى منها إسرائيل. ومع محدودية الخيارات المتاحة أمام حماس والجهاد الإسلامي، في ظل ضغط الملف الإنساني وشح أوراقهما مثل قضية الأسرى والحصار البحري والجوي المفروض من اليمن، فضلاً عن الرفض المصري لعمليات التهجير، تسعى الحركتان لاستغلال هذا الخلاف لتحقيق مكاسب سياسية.

 

إلهام جبر: قطر المستفيدة من صفقة عيدان ألكسندر  وليست غزة

ذكرت د. إلهام جبر شمالي، الكاتبة المتخصصة في الصراع العربي الإسرائيلي، أن الهدية المقدمة من حماس كانت بمثابة قربان لقطر أكثر منها للولايات المتحدة، التي يزورها رئيس أمريكي لأول مرة منذ عام 2003. 

وأوضحت أن المستفيد من هذه الصفقة هي قطر وليس الشعب الفلسطيني، الذي لم يشهد أي تغييرات إيجابية. واعتبرت أن هذه الخطوة تهدف لتحسين صورة حماس أمام الإدارة الأمريكية، والتي لم تولِ اهتمامًا لهذه الهدية، بينما يعاني الشعب في غزة من الجوع والقتل. وأشارت إلى أن قنوات الاتصال كان بإمكانها تحقيق الحد الأدنى من مطالب حماس، التي تواجه جنودًا إسرائيليين لا هدف لهم سوى قتل الفلسطينيين، معتبرة أن هذه الخطوة غير محسوبة.

 

 ورقة الأسرى فقدت أهميتها تدريجيًا

وأضافت أن ورقة الأسرى فقدت أهميتها تدريجيًا في التأثير على موقف حكومة بنيامين نتنياهو، مع تناقص عدد الأسرى الإسرائيليين، وتحقيق إسرائيل لأهدافها غير المعلنة في تصفية القضية الفلسطينية وإعادة تشكيل الواقع الديمغرافي في غزة.

حول إمكانية إنهاء ترامب للحرب، أكدت أنه قادر على ذلك إذا أراد، لكن الإدارة الأمريكية الحالية لم تضغط على إسرائيل. واعتبرت أن الخلاف بين نتنياهو وترامب شكلي، حيث تدعم الولايات المتحدة الحرب بقوة دون أي بوادر لإنهائها، بل تديرها وتسمح لإسرائيل باستغلال الوقت في غزة.

وأشارت إلى أن زيارة ترامب لم تحمل خطة سياسية لإنهاء الحرب، بل كانت ذات أبعاد اقتصادية استثمارية، حيث تنافست السعودية وقطر والإمارات في تقديم الهدايا التي تجاوزت 3 تريليون دولار. ورأت أن ترامب يتعامل مع تلك الدول كخزينة يجب استنفادها لصالح الولايات المتحدة، مشيرة إلى تهميش مصر والأردن خلال الزيارة.

 

 ترامب قادر على إقناع نتنياهو بوقف الحرب وليس إجباره

وفيما يتعلق بقدرة نتنياهو على إنهاء الحرب، أكدت أن استمرار الحرب يعزز موقعه السياسي ويدعم سيطرته على اليمين المتطرف، حيث تمثل الحرب نقطة تجمع للأحزاب اليمنية المتطرفة. وشددت على أن دعم الولايات المتحدة لنتنياهو يؤثر على قراراته دون ضغوط فعلية.

وختمت بالقول إن ترامب قادر على إقناع نتنياهو بوقف الحرب وليس إجباره، من خلال وقف الأسلحة التي تقتل الفلسطينيين

وأكدت أن الهدف من الزيارة كان اقتصاديًا لدعم الاقتصاد الأمريكي عبر الاستثمارات الخليجية، دون بحث إنهاء الحرب على غزة، بل توقيع وثائق الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية مع السعودية. وأشارت إلى أن صفقات التسليح لدول الخليج لا تحميها من الاستهداف الإسرائيلي، بل تستثمر العلاقات التقليدية بين الولايات المتحدة ودول الخليج في إطار تقليص الدور الصيني في المنطقة.

الزيارة تعود بالفائدة الكبيرة على دول الخليج في المستقبل

فيما قال الدكتور إياد المجالي، الباحث في العلاقات الدولية والشؤون الإيرانية، إن العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ودول الخليج لم تشهد تغييرًا جذريًا في جوهرها، لكنها قد تتأثر بالمعطيات والمصالح المشتركة ومستوى الطموحات التي يسعى لتحقيقها صناع القرار السياسي سواء في الولايات المتحدة أو السعودية أو الإمارات.

وأشار إلى أن الزيارة الأخيرة حققت أهدافها لجميع الأطراف، حيث أكدت دعم الولايات المتحدة لدول الخليج ووقوفها إلى جانب أعضاء مجلس التعاون الخليجي في مواجهة أي تهديدات تمس الأمن والاستقرار، كما هدفت الزيارة إلى تعزيز الاستثمارات الأمريكية، مما يعود بالفائدة الكبيرة على دول الخليج في المستقبل، خاصة في القطاعات الكبرى داخل الولايات المتحدة.

العلاقات المشتركة بين الطرفين تساهم في خلق توازن قوى لصالح حلفاء أمريكا

وأوضح المجالي أن الولايات المتحدة لا تحمي حكام الخليج بشكل مطلق، لكنها تسعى لحماية شعوب الخليج ومشاريعهم التنموية، وفي حال تعرض دول الخليج لأي تهديد، فإن الولايات المتحدة لن تتردد في استخدام أساطيلها وتقديم الدعم السياسي والعسكري، بهدف توفير بيئة آمنة لتحقيق التنمية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان، وهي برامج تدعمها الولايات المتحدة لتعزيز الاستقرار. كما أن العلاقات المشتركة بين الطرفين تساهم في خلق توازن قوى لصالح حلفاء أمريكا في مواجهة أي تهديد سياسي أو عسكري قد يصدر من الصين أو إيران في المنطقة.

وأضاف أن الولايات المتحدة تلعب دورًا محوريًا في الشرق الأوسط، حيث تُعد الداعم الأول للكيان الصهيوني ولسياساته ضد الشعب الفلسطيني في غزة. وأكد أن الرئيس الأمريكي ترامب لديه القدرة على إيقاف الحرب فورًا إذا أراد ذلك، لكن أي جهود لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي يجب أن تقوم على حلول مستدامة تعالج الأسباب الجذرية للتوتر والمواجهات المسلحة.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تستخدم مصالحها السياسية والعسكرية كوسيلة ضغط على الأطراف العربية لتحقيق مكاسب استراتيجية، ضمن سياسة "حافة الهاوية" التي تنتهجها إدارة ترامب تجاه دول المنطقة. وإذا أراد ترامب إيقاف الحرب، فإنه يستطيع القيام بذلك.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات (0)