تكبير الخط تصغير الخط

خاص موقع 180 تحقيقات

أكد الأكاديمي والكاتب الصحفي العراقي، الأستاذ الدكتور عبد الكريم عبد الجليل الوزان، في تصريحات خاصة مع موقع "180 تحقيقات"، أن الولايات المتحدة الأمريكية و"إسرائيل" أصبحتا تتشاركان رؤية استراتيجية موحدة، مشيرًا إلى أن هذا التقارب تعزز بشكل كبير بعد الحرب الإيرانية وما نتج عنها من تداعيات إقليمية.

وأوضح الوزان أن ما يجري في غزة ليس مجرد صراع محلي أو محدود النطاق، بل هو جزء من خطة أكبر تهدف إلى إعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط السياسية والأمنية. وأضاف:
"إيقاف القتال في غزة لا يرتبط فقط بالوضع الإنساني، بل يأتي في سياق مخطط أشمل لتغيير الأنظمة في المنطقة، على رأسها النظام الإيراني، والسعي لتسليم الحكم لجهات مثل منظمة مجاهدي خلق أو رضا بهلوي ابن الشاه."

إيران ليست هدفًا سهلاً… وإسرائيل دفعت الثمن

وأشار الوزان إلى أن المواجهة الأخيرة مع إيران أثبتت أن الجمهورية الإسلامية ليست بالخصم الضعيف، بل تملك قوة صاروخية فعالة تمكنت من إلحاق خسائر حقيقية داخل إسرائيل. وبيّن أن هذا الواقع دفع واشنطن وتل أبيب إلى إعادة ترتيب الأولويات وتصفية الجبهات الثانوية من أجل التفرغ للمواجهة الأهم مع إيران.

وأضاف: "إيران أظهرت قدرتها على الردع، وهو ما يدفع الولايات المتحدة إلى السعي الجاد لوقف القتال في غزة، كخطوة تمهيدية لتوحيد الجبهات وتوجيه البوصلة نحو طهران."

سيناريوهات ما بعد وقف إطلاق النار في غزة

وفي سياق الحديث عن مآلات الوضع بعد وقف إطلاق النار، أكد الأكاديمي العراقي أن المرحلة التالية قد تتضمن عدة سيناريوهات محتملة، أبرزها:

طرح حل الدولتين من جديد على الطاولة، بدعم أمريكي ودولي.

إعادة هيكلة دور حزب الله اللبناني، عبر الضغط لتحويله إلى حزب سياسي محلي منزوع السلاح.

إبقاء الفصائل داخل غزة، ولكن ضمن اتفاقيات صارمة وشروط أمنية مشددة، تضمن هدنة طويلة الأمد وخفضًا للتوترات.

توحيد المصالح الإسرائيلية الأمريكية مفتاح التحولات الإقليمية

وفي ختام حديثه، شدد الدكتور عبد الكريم الوزان على أن ما يجمع الولايات المتحدة و"إسرائيل" اليوم يتجاوز التحالف التقليدي، ليصل إلى توحيد كامل في الرؤية والمصالح والمصير المشترك، وهو ما يجعل أي اتفاق لوقف إطلاق النار مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بتحولات استراتيجية كبرى على مستوى الإقليم.