تكبير الخط تصغير الخط

أعربت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في بيان رسمي صدر اليوم الخميس، عن استيائها الشديد من تنصل الولايات المتحدة الأمريكية من التفاهمات التي أعقبت الإفراج عن الجندي الإسرائيلي – الأمريكي عيدان ألكسندر، مؤكدة أن هذا التنصل يعقّد مسار أي مفاوضات مستقبلية تتعلق بصفقات تبادل الأسرى.

الإفراج عن الأسير جاء ضمن مبادرة إنسانية مشروطة

وأكدت "حماس" أن قرارها بالإفراج عن عيدان ألكسندر، والذي تم يوم 12 أيار/مايو الجاري، جاء ضمن مبادرة إنسانية تهدف إلى تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، وذلك عبر وقف العدوان الإسرائيلي وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وأضافت الحركة أن هذه المبادرة سبقت زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة، وكانت مشروطة ببدء تنفيذ تفاهمات واضحة تتعلق بإغاثة سكان غزة المحاصرين، ووقف دائم لإطلاق النار، بما يمهد الطريق لمفاوضات أوسع تتناول مختلف الملفات السياسية والأمنية في المنطقة.

تنصل واشنطن يُهدد مسار التفاوض

غير أن البيان استدرك، مشيرًا إلى أن عدم التزام الولايات المتحدة بإدخال المساعدات الإنسانية كما تم الاتفاق عليه، يُلقي بظلال سلبية على أي جهود لاستكمال المفاوضات، خاصة ما يتعلق بملف تبادل الأسرى.

وشددت "حماس" على أن غياب الجدية الأمريكية يضع عراقيل حقيقية أمام أي تقدم في المسار التفاوضي، ويشكك في نوايا الأطراف الوسيطة، خصوصًا مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي.

الإفراج عن عيدان ألكسندر: خطوة إيجابية لم يُقابلها التزام

وكانت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، قد أعلنت يوم 12 أيار/مايو عن الإفراج عن الجندي الإسرائيلي – الأمريكي عيدان ألكسندر، في خطوة اعتبرتها جزءًا من الجهود التي تبذلها الحركة بالتعاون مع الوسطاء لتهدئة الأوضاع، وفتح المعابر لإدخال الإغاثة الإنسانية لأهالي غزة.

وذكر بيان سابق للحركة أن هذا القرار "جاء بعد اتصالات مهمة أبدت فيها حماس مرونة عالية واستعدادًا للتعاون"، في سبيل التوصل إلى تهدئة شاملة تنهي معاناة المدنيين وتفتح الباب أمام حلحلة الملفات العالقة، وعلى رأسها ملف الأسرى.

حماس: مفاوضات جادة ومباشرة هي الطريق لحل ملف الأسرى

في ختام بيانها، جددت "حماس" التأكيد على أن المفاوضات الجادة والمسؤولة قادرة على تحقيق نتائج ملموسة في ملف الأسرى، لكنها ربطت ذلك بوقف العدوان الإسرائيلي ووقف التلاعب السياسي بالتفاهمات.

وحذرت الحركة من أن استمرار العدوان يُطيل معاناة الأسرى، بل ويعرّض حياتهم للخطر، مؤكدة أن الكرة الآن في ملعب الأطراف الدولية، وعلى رأسها واشنطن، التي يجب أن تلتزم بتعهداتها لإنجاح أي جهود قادمة.