تكبير الخط تصغير الخط

غزة – تقرير خاص
محمد خميس

في تطور لافت على مسار الجهود الدبلوماسية لإنهاء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اليوم الخميس، تسلمها مقترحًا جديدًا من المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، يتضمن صيغة محدثة لإنهاء الهجوم الإسرائيلي وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار.

الحركة تدرس المقترح بمسؤولية

وفي بيان رسمي أكدت "حماس" أن قيادتها تدرس المقترح بمسؤولية عالية، وبما يحقق أولًا وأخيرًا مصالح الشعب الفلسطيني، ورفع الحصار، وتأمين المساعدات الإنسانية العاجلة. وأضاف البيان أن هدف الحركة الأساسي يتمثل في تحقيق تهدئة دائمة تضمن سلامة المدنيين في قطاع غزة وتوقف آلة الحرب الإسرائيلية.

مفاوضات الدوحة أحرزت تقدمًا ملموسًا

وكان مصدر فلسطيني مطّلع قد كشف في وقت سابق لـ"قدس برس" أن مفاوضات مباشرة بين "حماس" والإدارة الأمريكية، جرت في العاصمة القطرية الدوحة، وأحرزت تقدمًا ملحوظًا. ووفقًا للمصدر، فإن "حماس" وافقت مبدئيًا على مقترح سابق تقدم به ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، بعد مناقشات معمقة ومطولة.

وبحسب المعلومات، فقد شهد المقترح تعديلات جوهرية قبل أن تصل الأطراف إلى اتفاق أولي، إلا أن موقف حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وتحديدًا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ظل غير واضح، على الرغم من إبلاغه بموافقة الإدارة الأمريكية.

هل تراجع ويتكوف عن مقترحه الأول؟

بيان "حماس" اليوم قد يُشير إلى تحول في الموقف الأمريكي، حيث يُرجّح أن ويتكوف قد تراجع عن صيغة الاتفاق التي نالت موافقة "حماس"، بعد رفض الاحتلال الإسرائيلي لها، ما دفعه إلى تقديم مقترح جديد يراعي اعتراضات تل أبيب، ويحاول الحفاظ على الحد الأدنى من التوافق بين الأطراف.

العدوان مستمر رغم اتفاقات التهدئة

جدير بالذكر أن الاحتلال الإسرائيلي كان قد استأنف عدوانه العنيف على قطاع غزة فجر 18 آذار/مارس 2025، بعد شهرين من الهدوء النسبي الذي أعقب اتفاق وقف إطلاق نار وُقّع في 19 كانون الثاني/يناير الماضي. غير أن الاحتلال خرق هذا الاتفاق مرارًا أثناء سريانه، ما أدى إلى انهياره تدريجيًا.

حصيلة كارثية للعدوان على غزة

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل، بدعم أمريكي وأوروبي، ارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. ووفقًا لتقارير حقوقية، فقد أسفر هذا العدوان عن أكثر من 175 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن أكثر من 14 ألف مفقود لا يزالون تحت الأنقاض أو مجهولي المصير.

مبادرة جديدة وفرصة أخيرة؟

في ظل استمرار العدوان، يضع المقترح الأمريكي الجديد المجتمع الدولي أمام فرصة جديدة – وربما أخيرة – لتحقيق تهدئة إنسانية حقيقية، تنقذ ما تبقى من أرواح، وتفتح بابًا أمام تسوية سياسية أكثر شمولًا. وحتى الآن، تبقى الكرة في ملعب الاحتلال الإسرائيلي، بينما تواصل "حماس" دراسة المقترح بوعي ومسؤولية، على أمل أن يُفضي هذا المسار إلى إنهاء المأساة المستمرة في غزة.