الموقف اللبناني يعكس تصعيدًا في التفاعل مع تطورات الإقليم

أعلن حزب الله اللبناني، في بيان نُشر مساء اليوم، أنه "يتصرف وفق ما يراه مناسبًا" في ضوء التطورات المتلاحقة في المنطقة، مؤكدًا وقوفه الكامل إلى جانب إيران في مواجهة التحديات الراهنة.

ويأتي هذا التصريح على خلفية التوتر المتصاعد بين طهران وتل أبيب، في ظل التصريحات الإسرائيلية الأخيرة حول استهداف شخصيات بارزة في القيادة الإيرانية.

وقال مصدر مسؤول في الحزب لقناة "المنار": "موقفنا واضح وثابت، ولن نقف متفرجين حين تمس كرامة الحلفاء وأمنهم. خياراتنا مفتوحة، وتحركاتنا تقررها طبيعة المرحلة وخطورة التهديدات القائمة".

رسائل إقليمية تتجاوز حدود لبنان

يرى محللون أن تصريحات الحزب تمثل تحولًا نوعيًا في مستوى الخطاب السياسي، وتنذر بزيادة مساحة التوتر في الساحة الإقليمية. وتزامن هذا البيان مع تحركات ميدانية ملحوظة على الحدود الجنوبية للبنان، ما دفع بمراقبين إلى التحذير من احتمالية انزلاق الأوضاع إلى سيناريوهات أكثر تعقيدًا.

العديد من الصحف اللبنانية والعربية تناولت هذه التصريحات باعتبارها مؤشراً على استعداد الحزب لتوسيع حضوره الإقليمي، وربما المشاركة في أي تطورات عسكرية محتملة.

طهران ترحّب بالمواقف الداعمة

من جهتها، عبّرت مصادر في الخارجية الإيرانية عن تقديرها للمواقف "الثابتة والمسؤولة" التي تتبناها جهات في محور المقاومة، مشيدة بـ"التضامن الاستراتيجي الذي يتجاوز الاعتبارات الظرفية، ويُبنى على شراكة عقائدية ومصيرية".

وأشارت وكالة "فارس" الإيرانية إلى أن "حزب الله يعبّر عن صوت شعوب المنطقة الرافضة للهيمنة والإملاءات الخارجية، ويؤكد أن زمن الاستفراد بالقرار الإقليمي قد ولّى".

مشهد مفتوح على كافة الاحتمالات

وفي ظل هذه المواقف، تزداد التساؤلات حول انعكاسات المرحلة القادمة على المشهد اللبناني خاصة، وعلى استقرار الإقليم عمومًا. وبينما تُكثف القوى الدولية تحركاتها للحد من التصعيد، يبدو أن الأطراف الفاعلة في المنطقة تمضي في بناء معادلات جديدة وفق قراءاتها للمصالح والأولويات.

"المنطقة تمرّ بمنعطف حاسم، ونحن جزء حي وفاعل من معادلة الردع والدفاع"، هذا ما ختم به مسؤول في حزب الله تصريحه لوكالة الأنباء المركزية اللبنانية، مشيرًا إلى أن الحزب "لن يتخلى عن خياراته في أي وقت تقتضي فيه المرحلة الحسم والمواجهة السياسية أو الميدانية".

كلمات دليلية