تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

كارثة بيئية تضرب جنوب أوروبا
 

شهدت مناطق واسعة من جنوب أوروبا موجة حرائق غابات مدمّرة خلال الأيام الماضية، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، وإجبار آلاف السكان على إخلاء منازلهم، وسط ظروف مناخية قاسية ودرجات حرارة قياسية تجاوزت 45 درجة مئوية في بعض المناطق.

ووفقًا لوكالة "رويترز"، فإن الحرائق اندلعت في كل من اليونان، إيطاليا، وإسبانيا، حيث التهمت النيران آلاف الهكتارات من الغابات، وأدت إلى تدمير منازل ومرافق حيوية، فيما تكافح فرق الإطفاء للسيطرة على النيران وسط رياح قوية وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق الجبلية.

إخلاء جماعي ومخاوف من تفاقم الكارثة

في جزيرة رودس اليونانية، تم إجلاء أكثر من 20 ألف شخص، بينهم سياح، في أكبر عملية إخلاء تشهدها البلاد منذ سنوات. كما أعلنت السلطات الإيطالية حالة الطوارئ في صقلية، حيث امتدت الحرائق إلى ضواحي المدن، وأغلقت الطرق الرئيسية، وتسببت في انقطاع الكهرباء والمياه عن آلاف السكان.

الخبراء يحذرون من أن هذه الكوارث البيئية قد تتكرر بوتيرة أعلى في السنوات المقبلة، نتيجة التغير المناخي العالمي، وغياب سياسات بيئية فعالة في مواجهة هذه التحديات.

العدوان البيئي وتجاهل الاحتلال الصهيوني

ورغم حجم الكارثة البيئية التي تضرب أوروبا، يلاحظ مراقبون أن الاهتمام الدولي يظل انتقائيًا، حيث يتم تسليط الضوء على حرائق الغابات، بينما يتم تجاهل العدوان المستمر الذي يمارسه الكيان الصهيوني ضد البيئة الفلسطينية، من خلال تجريف الأراضي الزراعية، وحرق المحاصيل، وتدمير مصادر المياه في الضفة الغربية وقطاع غزة.

الاحتلال الإسرائيلي لا يكتفي بالعدوان العسكري، بل يشن حربًا بيئية ممنهجة تهدف إلى تهجير السكان الفلسطينيين، وتدمير مقومات الحياة، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية واتفاقيات حماية البيئة.

ازدواجية المعايير في التعامل مع الكوارث

في الوقت الذي تتسابق فيه الدول الأوروبية لتقديم الدعم والإغاثة لمناطقها المنكوبة، يغيب هذا التضامن عن القضية الفلسطينية، حيث لا يتم التعامل مع جرائم الكيان الصهيوني بحق البيئة والإنسان الفلسطيني بنفس الجدية.

ويطالب نشطاء حقوق الإنسان بضرورة توسيع مفهوم العدوان ليشمل الجرائم البيئية التي يرتكبها الاحتلال، واعتبارها جزءًا من منظومة الاستعمار والاستيطان التي تهدد مستقبل الأرض والإنسان في فلسطين.