تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تسعى للتوسط في اتفاق يهدف إلى إنشاء ممر إنساني بين الكيان الصهيوني ومدينة السويداء جنوب سوريا، بهدف إيصال المساعدات إلى المجتمع الدرزي هناك، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة وتصاعد الاشتباكات في المنطقة.

إسرائيل تقصف وتعرض الوساطة باسم "الدروز"

جاءت هذه المبادرة بعد أن نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات على سوريا الشهر الماضي، مدعياً أن تحركاته العسكرية جاءت "دفاعاً عن سكان السويداء الدروز"، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً حول أهدافها الحقيقية. وتزامن القصف مع اشتباكات عنيفة بين مقاتلين دروز وبدو، أسفرت عن مئات القتلى وآلاف النازحين، وسط تقارير عن انتهاكات ضد المدنيين.

وتؤكد إسرائيل، التي تضم جالية درزية ذات نفوذ سياسي، أنها ملتزمة بحماية الأقلية الدرزية في سوريا، وقد حاولت سابقاً إيصال مساعدات عبر الأردن، لكن السلطات الأردنية رفضت، ما دفع القوات الإسرائيلية إلى إسقاط المساعدات جوًا فوق السويداء.

لقاءات دبلوماسية لإحياء التواصل بعد انقطاع طويل

من المقرر أن يلتقي المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم باراك، يوم الأربعاء في باريس، بوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في ثاني اجتماع من نوعه خلال ثلاثة أسابيع، بعد انقطاع شبه كامل للتواصل بين سوريا والكيان الصهيوني دام 25 عامًا.

ويأمل المسؤولون الأمريكيون أن يسهم الاتفاق على الممر الإنساني في تحسين العلاقات بين الطرفين، وربما إعادة الزخم إلى جهود التطبيع التي توقفت منذ سنوات، رغم استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية.

تحفظات سورية ومخاوف من تهريب الأسلحة

ورغم الترحيب المبدئي بالمبادرة، أبدت الحكومة السورية مخاوف جدية من إمكانية استخدام الممر الإنساني لتهريب الأسلحة من قبل ميليشيات درزية، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني في السويداء. 

كما حذرت الأمم المتحدة هذا الأسبوع من تدهور الأوضاع الإنسانية في المنطقة، مشيرة إلى صعوبة إيصال المساعدات بسبب الحواجز الأمنية وانعدام الاستقرار.

ممر إنساني أم بوابة لتصعيد جديد؟

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على سوريا، وتزايد التدخلات العسكرية للكيان الصهيوني، تبقى المبادرة الأمريكية لإنشاء ممر إنساني بين الطرفين محاطة بالشكوك، وبينما يأمل المجتمع الدولي في تخفيف المعاناة الإنسانية في السويداء، يخشى مراقبون أن تتحول هذه الخطوة إلى بوابة جديدة لتأجيج الصراع، خاصة إذا لم تُضمن آليات رقابة صارمة تمنع استغلالها لأغراض عسكرية.