تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: محمد خميس

في خطوة أثارت موجة انتقادات سياسية وشعبية واسعة، صوّت مجلس الشيوخ البرازيلي على مشروع قانون يُقرّ يوم 12 أبريل/نيسان من كل عام يوماً لـ"الصداقة بين البرازيل وإسرائيل"، وسط صمت لافت من كتلة حزب العمال الحاكم، رغم الموقف المعلن للرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا المعارض للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

تمرير "صادم" وسط العدوان على غزة: تصويت رمزي في جلسة محدودة

وجرى تمرير مشروع القانون يوم الثلاثاء 21 مايو/أيار 2025، في جلسة محدودة الحضور، ترأسها السيناتور هامبرتو كوستا، القيادي البارز في حزب العمال. وخلال أقل من دقيقة، تم التصويت على المشروع بطريقة رمزية ودون أي اعتراضات، في إجراء يُستخدم عادة في الملفات غير المثيرة للجدل.

إلا أن تمرير القانون في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة اعتُبر "صادمًا وغير أخلاقي" من قبل العديد من الناشطين والسياسيين، لا سيما من اليسار، الذين اتهموا أعضاء الحزب الحاكم بـ"التواطؤ الصامت".

مشروع قديم بواجهة دبلوماسية: بين الرمزية التاريخية والغضب الشعبي

ينص القانون الذي يحمل رقم 5.636/2019 على تخصيص هذا اليوم إحياءً لذكرى افتتاح أول بعثة دبلوماسية برازيلية في "تل أبيب" عام 1951. وكان قد طُرح لأول مرة في عام 2013 خلال حكومة الرئيسة السابقة ديلما روسيف.

وأكد السيناتور كارلوس فيانا، مقرر المشروع وزعيم الكتلة الإنجيلية، أن الخطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية والدينية بين البلدين، معتبرًا أن الخلافات السياسية لا ينبغي أن تطغى على "العلاقات التاريخية".

انتقادات من داخل حزب العمال: "صفعة للمبادئ"

ورغم تمرير المشروع، أثار صمت تسعة من أعضاء حزب العمال في المجلس موجة انتقادات داخلية. حيث اعتبرت النائبة اليسارية غيدا كاليشتو أن تمريره يمثل "صفعة سياسية وأخلاقية" لقيم الحزب، خاصة في ظل المجازر الإسرائيلية المستمرة في غزة.

وأضافت في رسالة مفتوحة: "لا يمكن تبرير هذا القرار، فهو يتناقض مع المبادئ التي نشأنا عليها كحزب، ويمثل تخلياً عن ضميرنا السياسي في لحظة حرجة من تاريخ العدالة الدولية."

منظمات داعمة لفلسطين: القرار "إهانة للكرامة الإنسانية"

وفي أول رد رسمي، أصدر المعهد البرازيلي الفلسطيني (إبراسبال) بيانًا شديد اللهجة، وصف فيه القرار بأنه "مشين ومتواطئ مع جرائم الاحتلال"، مؤكدًا أن تمرير المشروع في هذا التوقيت يُعد "إهانة للكرامة الإنسانية".

وأشار البيان إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قتل أكثر من 53 ألف فلسطيني وأصاب 120 ألفًا منذ أكتوبر 2023، محذرًا من محاولة تجميل جرائم الحرب تحت شعار "الصداقة".

ودعا المعهد الرئيس لولا دا سيلفا إلى استخدام "الفيتو الرئاسي" لوقف تمرير القانون، معتبرًا أن التمسك بأي علاقة مع الكيان الصهيوني هو "خيانة للشعب الفلسطيني".