تكبير الخط تصغير الخط

متابعة_ محمد خميس

في وقت تتصاعد فيه نيران الصراع في سماء الشرق الأوسط، وتتكثف الغارات والهجمات الصاروخية المتبادلة بين إيران وإسرائيل، خرج الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتصريحات نارية حملت تهديدًا مباشرًا لطهران بلغة غير مسبوقة، ما قد يمهد لمواجهة إقليمية شاملة أو حتى نزاع دولي مفتوح.

هجمات إسرائيلية هي الأوسع منذ سنوات

بدأ التصعيد عندما شنت إسرائيل، ليلة الخميس، سلسلة غارات مكثفة استهدفت منشآت نووية ومقار حساسة داخل إيران، في عملية وصفتها مجلة "بوليتيكو" بأنها "أوسع حملة عسكرية إسرائيلية ضد إيران منذ سنوات". وشملت الأهداف علماء بارزين ومسؤولين في النظام الإيراني.

الرد الإيراني: صواريخ وقتلى من الجانبين

لم يتأخر الرد الإيراني، حيث أطلقت طهران صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة باتجاه أهداف إسرائيلية، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين في كلا البلدين، بحسب تقارير إعلامية دولية.

وفي الساعات الأولى من صباح الأحد، دعت إسرائيل المدنيين الإيرانيين القاطنين قرب منشآت الأسلحة إلى الإخلاء الفوري، تحسبًا لموجة غارات جديدة، في مؤشر على استمرار التصعيد.

ترمب يهدد: "الرد سيكون غير مسبوق"

في تحول مفاجئ، كتب ترمب على منصته الاجتماعية: "إذا هاجمتنا إيران، سنرد بقوة لم يشهدها العالم من قبل"، في تحذير حمل دلالات خطيرة على إمكانية انخراط مباشر للجيش الأميركي في الحرب.

وأضاف في تناقض مثير: "يمكننا بسهولة التوصل إلى اتفاق بين إيران وإسرائيل وإنهاء هذا الصراع الدموي!!!"

فشل الوساطة وانهيار المحادثات النووية

ومع تصاعد التوتر، أعلن وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي عن إلغاء المحادثات الأميركية-الإيرانية التي كانت مقررة اليوم، مما شكل ضربة قوية لمساعي الوساطة، وسط تقارير عن فشل جهود إحياء الاتفاق النووي بعد تزايد مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، وفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

خسائر فادحة واتهامات متبادلة

أعلنت منظمة نجمة داوود الحمراء في إسرائيل عن مقتل 13 شخصًا، بينما أكد السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرفاني مقتل 78 إيرانيًا وإصابة أكثر من 320 آخرين، متهمًا تل أبيب بـ"قصف مناطق سكنية"، وهو ما وصفه بأنه "اعتداء وحشي".

تل أبيب تتوعد: "نقشّر الجلد عن الثعبان الإيراني"

في موقف تصعيدي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس: "سنواصل تقشير الجلد عن الثعبان الإيراني في طهران وفي كل مكان، وتجريده من القدرات النووية وأنظمة الأسلحة".
وهي عبارة فسّرها مراقبون بأنها إشارة واضحة إلى نية إسرائيل الاستمرار في ضرب أهداف إيرانية عسكرية ونووية، مهما كلف الثمن.

خطر الانفجار الإقليمي.. وغياب ضغط دولي حاسم

وسط هذه التطورات المتسارعة، تتصاعد المخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة، في ظل عجز المؤسسات الدولية عن فرض تهدئة أو الضغط لوقف إطلاق النار.

وتحذر مجلة "بوليتيكو" من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى انهيار ما تبقى من المساعي الدبلوماسية، ويعيد المنطقة إلى ما هو أسوأ من مرحلة ما بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في 2018.

هل يشهد العالم حربًا كبرى جديدة؟

المشهد مفتوح على كل الاحتمالات إيران لم ترد بكامل قوتها بعد، وترمب يلوّح بنيران غير مسبوقة، وإسرائيل تواصل القصف بلا هوادة. في هذا الوقت، يراقب العالم صراعًا مرشحًا للتصعيد اللامحدود، مع غياب صوت السلام، وتقدّم طبول الحرب.