تصعيد إقليمي محتمل: إيران تستعد لضرب القواعد الأمريكية في حال تدخل واشنطن بالحرب

profile
  • clock 18 يونيو 2025, 9:50:19 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
معرض للقوة الجوية الفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني في طهران. 15 نوفمبر 2024 - رويترز

متابعة: عمرو المصري

أفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين مطلعين على تقارير استخباراتية، أن إيران جهّزت صواريخ ومعدات عسكرية أخرى لاستهداف القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط، إذا قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الانخراط في الحرب التي تشنها إسرائيل. ووفقاً للتقرير، فإن الولايات المتحدة أرسلت مؤخراً نحو 30 طائرة للتزود بالوقود إلى أوروبا، وذلك إما لدعم المقاتلات التي تؤمّن القواعد الأمريكية، أو لزيادة مدى القاذفات الاستراتيجية التي يمكن أن تُستخدم في أي ضربة على المنشآت النووية الإيرانية.

وتتصاعد المخاوف داخل أروقة الإدارة الأمريكية من اندلاع مواجهة إقليمية شاملة، خاصة مع تصاعد الضغوط الإسرائيلية على البيت الأبيض للمشاركة في الحرب ضد إيران. ووفقاً للمسؤولين، فإن تدخل واشنطن في الهجوم الإسرائيلي، خصوصاً إذا شمل قصف منشأة "فوردو" النووية المدفونة تحت الأرض، قد يؤدي إلى تصعيد إقليمي واسع. ومن بين التداعيات المحتملة، استئناف جماعة الحوثي هجماتها على السفن في البحر الأحمر، وشن هجمات من قبل جماعات موالية لإيران على قواعد أمريكية في العراق وسوريا، بالإضافة إلى احتمال قيام طهران بزرع ألغام في مضيق هرمز لتعطيل حركة السفن الأمريكية.

استعدادات ميدانية شاملة

وقد تم رفع درجة التأهب في القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في المنطقة، حيث تحتفظ الولايات المتحدة بأكثر من 40 ألف جندي. 

وتشير التقديرات إلى أن إيران لا تحتاج إلى وقت طويل لتنفيذ هجومها في حال قررت الرد على مشاركة أمريكية مباشرة في الحرب. كما أوضح مسؤولان إيرانيان للصحيفة أن طهران ستبدأ فوراً بمهاجمة القواعد الأمريكية، بدءاً من تلك الموجودة في العراق، ثم تنتقل إلى قواعد في دول أخرى إذا شاركت هذه الدول في العدوان على إيران.

ضربة "فوردو" المحتملة

وبرغم التوقعات بتدخل أمريكي، لا تزال هناك شكوك كبيرة بشأن فاعلية أي هجوم على منشأة فوردو، بسبب موقعها الجبلي المحصن واحتفاظ إيران بكميات كبيرة من اليورانيوم المخصب في أنفاق سرية. 

ويرى مسؤولون في واشنطن أن إسرائيل لا تستطيع وحدها إحداث ضرر استراتيجي في البرنامج النووي الإيراني، وأنها بحاجة إلى دعم أمريكي مباشر. ويشمل هذا الدعم المحتمل توجيه ضربات باستخدام قاذفات "بي-2" الأمريكية المزودة بقنابل خارقة للتحصينات، وربما أيضاً توفير غطاء جوي لعمليات خاصة داخل الأراضي الإيرانية.

الرد الإيراني مؤكد

لكن في المقابل، فإن أي ضربة أمريكية، سواء بشكل مباشر أو من خلال دعم إسرائيل، ستقابل برد انتقامي من إيران وحلفائها في المنطقة. وقد سبق لهؤلاء الحلفاء أن أظهروا قدرتهم على إيذاء القوات الأمريكية، كما حدث في يناير 2024، عندما نفذت جماعة مسلحة مدعومة من طهران هجوماً بطائرة مسيرة على قاعدة أمريكية تقع بين سوريا والأردن، مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين.

ورغم التقدم الكبير الذي حققته إيران في تخصيب اليورانيوم، فإن وكالات الاستخبارات الأمريكية تشير إلى أن طهران لم تتخذ بعد قرار المضي قدماً نحو إنتاج سلاح نووي. وتقدّر التقديرات أن إيران قد تحتاج أقل من عام لصناعة قنبلة نووية كاملة، أو بضعة أشهر فقط لإنتاج نموذج بدائي. ومع ذلك، يصر الرئيس ترمب على موقفه الحازم، مؤكداً في أكثر من مناسبة أنه لن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وداعياً طهران إلى "الاستسلام دون شروط".

دوافع لتغيير الحسابات

لكن بعض المسؤولين الأمريكيين لا يستبعدون أن تؤدي الحملة الإسرائيلية العسكرية، خصوصاً إذا شاركت فيها واشنطن، إلى تغيير إيران لحساباتها الاستراتيجية، واتخاذ قرار بتطوير رادع نووي. وقد نقلت "نيويورك تايمز" عن عدد من الخبراء أن مشاركة الولايات المتحدة في الحرب قد تعزز دوافع إيران لامتلاك سلاح نووي، باعتباره السبيل الوحيد لردع الهجمات المستقبلية.

ويرى هؤلاء المسؤولون أن الحرب الحالية ربما تكون قد أقنعت طهران بأن الردع النووي هو الخيار الأضمن لضمان أمنها. وفي حال قررت القيادة الإيرانية اتخاذ هذا المسار، فإن ذلك سيضع إدارة ترمب أمام ضغوط متزايدة من أجل شن ضربة عسكرية كبيرة لتقويض المشروع النووي الإيراني قبل أن يصل إلى مرحلة اللاعودة.

التعليقات (0)