-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
تصاعد حاد في الانتهاكات الرقمية ضد الفلسطينيين خلال يونيو 2025
الدعوة للمحاسبة وحماية حقوق الفلسطينيين
تصاعد حاد في الانتهاكات الرقمية ضد الفلسطينيين خلال يونيو 2025
-
2 يوليو 2025, 5:58:59 م
-
424
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
كشف مركز "صدى سوشال" للحقوق الرقمية، المستقل ومقره رام الله، عن تصاعد ملحوظ في وتيرة الانتهاكات الرقمية التي تستهدف الفلسطينيين ومناصري القضية الفلسطينية، حيث وثق المركز 1247 انتهاكًا رقميًا خلال شهر يونيو/حزيران 2025.
حملة تصعيد رقمي منظّمة ومتعددة الأطراف
جاء ذلك في تقرير أصدره المركز الأربعاء، أكد فيه أن هذه الانتهاكات الرقمية تأتي في سياق "تصعيد رقمي منظّم ومتعدد الأطراف" ضد المحتوى الفلسطيني، بالتزامن مع اتساع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتضييق حرية الصحافة والتعبير.
وشرح التقرير أن هذه الانتهاكات ارتكبتها المنصات الرقمية الكبرى، جهات رسمية إسرائيلية، بالإضافة إلى آلاف المستخدمين الأفراد، وشملت حذف المحتوى، تقييد التفاعل، تهديدات مباشرة، تحريضًا ممنهجًا، وحملات تشهير إلكترونية.
منصة إنستغرام في الصدارة
وفقًا للتقرير، تصدرت منصة "إنستغرام" قائمة الانتهاكات، حيث شكلت 45.7% من إجمالي الانتهاكات، تلتها منصتا "فيسبوك" و"يوتيوب" بنسبة 20% لكل منهما. بينما استحوذت منصتا إكس (تويتر سابقًا) وواتساب على 5.7% من الانتهاكات.
وشملت هذه الانتهاكات حذف منشورات، تقييد وصول وتفاعل المستخدمين، وإغلاق حسابات، خاصة التي تبث أو توثق جرائم الاحتلال أو تدافع عن الرواية الفلسطينية، في ما وصفه التقرير بأنه "تقييد ممنهج ومدروس للرأي الفلسطيني".
حذف قنوات فلسطينية بارزة على يوتيوب
كما سلط التقرير الضوء على ارتفاع غير مسبوق في حذف قنوات فلسطينية على منصة يوتيوب خلال يونيو، منها قنوات تجاوز عدد متابعيها 300 ألف مشترك، دون إنذارات أو إشعارات مسبقة، مما يعكس سياسة واضحة لاستهداف الإعلام الفلسطيني.
تحريض وتشويه مستمر للصحفيين والناشطين
أما فيما يتعلق بالعنف الرقمي، فقد رصد "صدى سوشال" 904 منشورات تحريضية على منصة تلغرام استهدفت صحفيين ونشطاء فلسطينيين، إلى جانب 223 منشورًا على منصة إكس و120 منشورًا على فيسبوك.
وتنوعت مضامين هذه المنشورات بين التحريض، التشهير، الذم، والقدح، في محاولة لتشويه سمعة الناشطين والصحفيين، وتقويض العمل الحقوقي والإعلامي الفلسطيني.
كما تركزت حملات التحريض على شخصيات بارزة مثل الصحفيين محمد وشاح، إسلام بدر، والناشط مؤمن أبو العوف الذي اغتيل لاحقًا في قصف إسرائيلي، إضافة إلى حملة لتشويه صورة الناشط السياسي الراحل نزار بنات.
تهديدات إسرائيلية مباشرة وحملة ضد قناة الجزيرة
وثّق التقرير أيضًا اتصالات مباشرة من ضباط إسرائيليين إلى نشطاء في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، تضمنت تهديدات بالاعتقال في حال عدم حذف منشوراتهم، ما يشكل انتهاكًا صارخًا لحرية الرأي والتعبير.
وفي خطوة أخرى، تم تحريض رسمي ضد قناة الجزيرة القطرية، انتهى بمنع القناة من العمل داخل الأراضي المحتلة، وسط حملة ملاحقة للصحفيين الأجانب العاملين معها، مما يعكس سياسة تعتيم إعلامي متعمدة.
انقطاعات متكررة للإنترنت في غزة
على صعيد متصل، شهد شهر يونيو انقطاعات متكررة للاتصالات والإنترنت في قطاع غزة، في سياسة وصفها المركز بـ"التعمد في تقييد وصول المعلومات ومنع التغطية الإعلامية"، بهدف منع العالم من متابعة الانتهاكات والمجازر الجارية على الأرض.
الدعوة للمحاسبة وحماية حقوق الفلسطينيين
واختتم "صدى سوشال" تقريره بالتأكيد على أن الانتهاكات الرقمية باتت جزءًا لا يتجزأ من منظومة القمع الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، محذرًا من تأثيرها المباشر في خنق الأصوات الحرة والتغطيات الحقوقية والإعلامية.
ودعا المركز إلى ضرورة محاسبة المنصات الرقمية الكبرى على قراراتها التقييدية والتمييزية بحق المستخدمين الفلسطينيين، وتوفير الحماية القانونية للصحفيين والناشطين الرقميين، وضمان حقهم في التعبير والنشر والوصول العادل للمعلومات، في مواجهة "الرقابة الجائرة والإقصاء المتعمّد".






