تشيلي تخلع قفاز الدبلوماسية.. بوريك يعلن القطيعة مع "إسرائيل" ويصفها بمجرمة إبادة

profile
  • clock 2 يونيو 2025, 11:31:53 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: شيماء مصطفى

أعلن الرئيس التشيلي، غابرييل بوريك، سلسلة من الإجراءات السياسية والاقتصادية ضد حكومة الاحتلال الصهيوني، على خلفية ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية والتطهير العرقي" التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

خطاب أمام الكونغرس واتهام مباشر للاحتلال

وفي خطابه السنوي أمام الكونغرس الوطني التشيلي مساء الأحد، قال بوريك:"هذه المبادئ نفسها هي التي دفعتني إلى أن أرفع صوتي بقوة ضد الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي ترتكبه حكومة إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني".

وأضاف:"يجب ألا ننسى أو نتوقف عن الإحساس بذلك الألم، لأنه إنساني، تمامًا كما نحن بشر. نحن بعيدون، نعم، لكنه ألم إنساني".

سحب دبلوماسيين وقطع تعاون عسكري

ردًا على هذه السياسات، أعلن بوريك اتخاذ عدة إجراءات عملية منها: استدعاء السفير التشيلي لدى إسرائيل للتشاور، سحب الملحقين العسكريين من "إسرائيل"، تعليق مشاركة "إسرائيل" في المعرض الجوي الدولي FIDAE، الذي يُعد من أهم الفعاليات الجوية في أمريكا اللاتينية.

دعم للتحقيقات الدولية ومطالبات باعتقال نتنياهو

أشار بوريك إلى أن بلاده شاركت في الدعوى التي قدمتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بشأن انتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية.

كما أوضح أن تشيلي، بالتعاون مع المكسيك، طلبت من المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في غزة.

وأكد أنه: "نتيجة لذلك، وبالاشتراك مع عدة دول، صدرت أوامر اعتقال دولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدد من كبار المسؤولين في حكومته".

رفض استهداف المدنيين وتأكيد على مسؤولية الحكومة الإسرائيلية

وفي تأكيد على موقفه الإنساني، قال بوريك: "أدعو الجميع إلى عدم التنازع بين الشعوب، لأن المسؤول هنا هو حكومة ترتكب إبادة جماعية".

مشروع قانون لمنع استيراد منتجات المستوطنات

أعلن بوريك دعم حكومته لمشروع قانون يحظر استيراد المنتجات المصنعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل غير قانوني من قبل إسرائيل، وقد منح المشروع "صفة الاستعجال" في البرلمان بهدف الإسراع في تمريره.

خطوات لفك الارتباط مع الصناعات العسكرية الإسرائيلية

كجزء من توجّه نحو تقليل الاعتماد العسكري على إسرائيل، قال الرئيس التشيلي إنه أصدر تعليماته لوزيرة الدفاع لوضع خطة عاجلة لتنويع العلاقات الدفاعية الدولية وإنهاء الاعتماد الكامل على الصناعة العسكرية الإسرائيلية.

دعم لاقتراح إسباني بوقف تصدير الأسلحة لإسرائيل

أعرب بوريك عن تأييده لمقترح الحكومة الإسبانية بفرض حظر على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، مؤكدًا أن الهدف من هذه الخطوة هو: "كي لا يستمر قتل الأطفال".

الجالية الفلسطينية في تشيلي تُرحّب بالمواقف الرسمية

في أعقاب الخطاب، أصدرت الجالية الفلسطينية في تشيلي بيانًا عبّرت فيه عن شكرها العميق لمواقف الرئيس بوريك، معتبرة أنها "تُعبّر عن التزام واضح بالقانون الدولي ورفض دائم لجرائم الاحتلال".

وأشاد البيان بما وصفه بـ"توجه سيادي أخلاقي يُعيد تموضع تشيلي في صفوف الدول التي تنتصر لحقوق الإنسان"، معتبرًا أن المواقف تعكس انسجامًا بين مبادئ الشعب التشيلي ومواقفه التاريخية تجاه نضال الشعب الفلسطيني.

مطالبة بدعم برلماني وتأكيد على الطابع الإنساني للمقاطعة

دعت الجالية البرلمان التشيلي إلى دعم مشروع القانون الخاص بحظر استيراد منتجات المستوطنات، باعتباره "قضية دولة، لا حكومة، وإنسانية لا سياسية"، مشددة على أن "التجارة مع الاحتلال تعني التواطؤ مع جرائمه".

واختتم البيان بالتأكيد على: التمسك بالعدالة والكرامة، دعم حق الفلسطينيين في الحرية، تقدير عميق للشعب التشيلي ومؤسساته الديمقراطية التي تواصل الوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني.

مواقف سابقة حازمة لبوريك ضد الاحتلال

يُذكر أن بوريك كان قد صرّح في 21 مايو الماضي بأن الحكومة الإسرائيلية ترتكب "تطهيرًا عرقيًا" في قطاع غزة، محذرًا من أن "آلاف الأطفال قد يموتون في الساعات القادمة لأن إسرائيل لا تسمح بدخول المساعدات الإنسانية".

وكتب حينها على منصة "إكس": "الذين يقومون بهذا، ومن يغضّون الطرف عنه، مجرمو حرب، وستحاسبهم الإنسانية بطريقة أو بأخرى"، "تشيلي تمارس الضغوط اللازمة على جميع المنابر من أجل وضع حد لهذه الوحشية".

التعليقات (0)