تكبير الخط تصغير الخط

رامي أبو زبيدة

 المشهد القتالي الذي بثّته كتائب الشهيد عز الدين القسام يوثق بجرأة وكفاءة عملية نوعية وسط مدينة خانيونس، *ضمن سلسلة عمليات "حجارة داود"،* حيث تم استهداف جنود وآليات الاحتلال من مسافة قريبة جدًا، وسقط خلالها جندي قتيلاً وجرح أربعة آخرون، من بينهم قائد سرية.

🛡️ *أولًا: البسالة والجرأة القتالية*

ما تمّ تصويره لا يمكن وصفه إلا بأنه مدرسة عسكرية مكتملة الأركان، تنفذها نخبة مدرّبة من المقاومين في منطقة عسكرية ملتهبة ومحاطة بكل تقنيات العدو.

*التقرب من الهدف بهذا الشكل الجريء يؤكد أن المقاومين يملكون الجرأة الميدانية والقدرة النفسية على خوض مواجهة مباشرة مع قوة مدججة ومتفوقة تقنيًا.*

العملية نُفذت في منطقة مصنفة "مُسيطَر عليها نارياً" من الاحتلال، ما يُضفي على الحدث بُعدًا فدائيًا عالي المستوى.

4 ثانيًا: التخطيط، القيادة والسيطرة*

يظهر من تنسيق الضربات، واختيار التوقيت، وانتشار المقاتلين، أن العملية لم تكن عشوائية، بل خضعت *لـ جمع معلومات استخبارية* دقيقة، ثم تخطيط محكم وتنفيذ متزامن.

*استخدام ثلاث كاميرات لتوثيق العملية يدل على وجود غرفة قيادة وسيطرة متقدمة للمقاومة تدير العمليات وتسجلها للتقييم والاستفادة العملياتية والدعائية.*

* ثالثًا: تحدي التفوق التكنولوجي للعدو*

رغم تفوق العدو في الطائرات بدون طيار، أجهزة الرصد، والاستطلاع الجوي والأرضي، إلا أن:

*المقاتل القسامي تمكن من وضع عبوة الشواظ على الدبابة من نقطة صفر داخل المناطق المستهدفة دون كشفه.*

المقاتلون استطاعوا الوصول إلى نقاط التمركز للعدو والانسحاب منها، وهذا يشير إلى قدرة عالية على التخفي، التحرك الميداني، والمعرفة الطوبوغرافية الدقيقة للبيئة القتالية.

🧨 *رابعًا: النتائج العملياتية والتأثير المعنوي*

مقتل جندي وجرح 4 بينهم ضابط برتبة قائد سرية، في منطقة مدّعاة السيطرة، يعني أن *المقاومة تستعيد المبادرة وتضرب في قلب العمق العملياتي للعدو.*

*الهجوم المصور والمنفذ بثقة يوجه رسالة نفسية مدمّرة للجنود الإسرائيليين بأن لا مكان آمن داخل غزة مهما كانت الحماية.*

✍️ *خلاصة تحليلية:*

ما عرضته كتائب القسام في هذا الفيديو هو تحفة عسكرية ميدانية، تُمثل نموذجًا يحتذى في:

*الجرأة تحت النار*
*القيادة والسيطرة*
*المهارة في تجاوز تفوق العدو*
*التكامل بين السلاح التقليدي والاستخباري والإعلامي*

📌 *هذه العملية هي درس في العلم العسكري وفن الحرب، ورسالة أن الميدان ما زال للفدائيين، مهما كثُر العتاد وارتفعت الجدران.*