تكبير الخط تصغير الخط

حذر الدكتور رامي أبو زبيدة رئيس تحرير موقع 180 تحقيقات من تحول استراتيجي خطير في المشهد العسكري في قطاع غزة، عقب تسريبات إسرائيلية عن خطة جديدة لتوسيع نطاق العمليات العسكرية، تم إقرارها بالإجماع في الكابنيت الإسرائيلي، ما يؤشر إلى مرحلة جديدة من الصراع تتجاوز الاقتحامات المحدودة نحو احتلال طويل الأمد للأراضي.

خطة تدريجية... واحتلال ممتد

أوضح أبو زبيدة، في حديثه لراديو "علم"، أن الخطة العسكرية التي تم الكشف عنها عبر مصادر إسرائيلية ستبدأ بشكل تدريجي، وتهدف إلى التوغل في مناطق محددة داخل قطاع غزة قبل أن تتوسع لتشمل مزيدًا من المناطق، وصولاً إلى احتلال شامل وممتد للقطاع.

وبحسب رأيه، فإن "التحول من الاقتحامات المؤقتة إلى البقاء على الأرض يعكس تغيرًا جذريًا في الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه غزة، ويكشف عن نوايا الاحتلال في فرض وقائع جديدة على الأرض"

استخدام الغذاء كسلاح: المساعدات أداة ضغط

في تطور مقلق آخر، أكد أبو زبيدة أن توزيع المساعدات الإنسانية عبر شركات أمنية أمريكية خاصة يهدف إلى استخدام الغذاء والمجاعة كـ"ورقة ضغط" على المدنيين الفلسطينيين.
ويرى أن هذه الخطوة تأتي ضمن محاولات إسرائيل لاستثمار المعاناة الإنسانية في غزة كأداة لتحقيق مكاسب سياسية وميدانية، متجاهلةً القوانين الدولية التي تحظر استخدام الحصار والتجويع كسلاح في الحروب.

تكلفة باهظة واحتمالية الاستنزاف

ورغم ما وصفه بالخطة "العدوانية"، شدد أبو زبيدة على أن العملية العسكرية ستكون مكلفة جدًا للجيش الإسرائيلي، سواء من حيث الخسائر البشرية أو المادية، مرجحًا أن يدخل الاحتلال في حرب استنزاف طويلة الأمد مع فصائل المقاومة الفلسطينية.

وأوضح أن المقاومة في غزة أظهرت خلال الأشهر الماضية قدرة عالية على الصمود والمناورة، ما يجعل من الصعب على الجيش الإسرائيلي فرض سيطرته على القطاع دون مواجهة مقاومة عنيفة وطويلة.

تحول استراتيجي يهدد الاستقرار الإقليمي

وفي ظل الإجماع الإسرائيلي على تنفيذ خطة التوسع، يرى مراقبون أن الوضع في غزة على شفا تصعيد غير مسبوق، قد يتجاوز حدود القطاع ليؤثر على كامل المنطقة.
ودعا أبو زبيدة إلى ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف ما وصفه بـ"التوجه الاحتلالي" الذي يهدد حياة ملايين المدنيين ويقوض فرص أي تسوية سياسية مستقبلية.