تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

تصعيد مفتوح ومخاوف من غياب استراتيجية خروج

في خضم التصعيد العسكري المتسارع بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران، تتصاعد التحذيرات من داخل أروقة المؤسسة السياسية والأمنية الإسرائيلية ذاتها، في ظل شعور متنامٍ بأن "إسرائيل" تنزلق إلى حرب مفتوحة دون استراتيجية خروج واضحة، تقودها حكومة يُنظر إليها من قبل بعض المحللين على أنها "كلب مهاجم" بتفويض أمريكي ضمني وصامت.

برنيع: لا رؤية في غزة ولا في إيران

المحلل السياسي الإسرائيلي البارز ناحوم برنيع وجّه انتقادًا لاذعًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكدًا أنه لا يمتلك استراتيجية واضحة، لا في غزة، ولا في ملف تجنيد الحريديم، ولا في المواجهة المتصاعدة مع إيران.

وكتب برنيع: "نتنياهو يتحرك بلا بوصلة واضحة، وسط معركة قد تتوسع بلا هدف مرسوم"، معتبرًا أن العملية العسكرية ضد إيران لم تكن لتحدث لولا الضوء الأخضر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفق اتفاق غير معلن يُبقي واشنطن في الخلف، بينما تنفّذ إسرائيل المهمة كمجرد أداة ضغط.

خطر التصعيد الإيراني النووي

وحذر برنيع من أن الحديث عن "إزالة الخطر النووي الإيراني" هو مجرد وهم دعائي، وقد يؤدي العدوان إلى نتائج عكسية، منها دفع إيران إلى التخلي عن سياسة الغموض الاستراتيجي وإعلان امتلاك السلاح النووي رسميًا، وهو ما قد يُشعل المنطقة ويقلب موازين الأمن الإقليمي والدولي.

ميلمان: إيران لن تُهزم بالقوة

من جهته، شكك الخبير الأمني الإسرائيلي يوسي ميلمان في جدوى الحل العسكري، واستحضر صمود إيران خلال حربها الطويلة مع العراق، مؤكدًا أن طهران طوّرت رغم كل الضغوط أحد أقوى برامج الصواريخ في المنطقة.

وقال ميلمان في تغريدة: "هل كان من الضروري أصلًا الدخول في هذه الحرب؟ الإيرانيون مستعدون تاريخيًا لتحمّل المعاناة. إذا لم يُعقد اتفاق معقول، فقد نجد أنفسنا نتوسّل وقف إطلاق النار، وإيران سترفض".

غضب شعبي وإعلامي: "القيادة تختبئ"

من جانبها، عبّرت الإعلامية هداس كلاين عن سخط شعبي واضح في الداخل الإسرائيلي، وهاجمت القيادة السياسية قائلة: "مجموعة من الجبناء يختبئون في الملاجئ بينما يُقتل الأطفال وتُدمّر الشوارع. الشعب يعاني وأنتم لا تمثلونه".

ويأتي هذا الغضب عقب الهجوم الإيراني على مدينة بات يام جنوبي تل أبيب، الذي خلّف دمارًا واسعًا وقتلى وجرحى، وسط غياب خطة واضحة للتعامل مع الموقف المتصاعد.