تكبير الخط تصغير الخط

"مستشفيات القطاع لا تتحمل حجم المجازر"

في تصريح صادم يعكس حجم الكارثة الصحية التي يشهدها قطاع غزة، قال الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مجمع الشفاء الطبي، إن المستشفيات لم تعد قادرة على التعامل مع الأعداد الهائلة من الضحايا. وأضاف في حديثه يوم الأربعاء أن "مستشفيات القطاع ستغلق أبوابها خلال أيام إذا لم يُدخل الوقود بشكل عاجل"، مشيرًا إلى أن "المنظومة الصحية في القطاع شبه منهارة".

الوضع الميداني: رعاية صحية في حكم المنعدمة

وأوضح أبو سلمية أن الرعاية الصحية قد "انهارت تمامًا"، وأن الأطباء عاجزون عن تقديم الحد الأدنى من الخدمات للمرضى. وتابع قائلًا: "نُفاضل بين المرضى ونرى الجرحى يموتون أمام أعيننا"، مشيرًا إلى أن الإمكانات الطبية باتت معدومة إلى حد كبير.

من ناحية أخرى، تتوالى المشاهد المفجعة داخل المستشفيات، حيث يُستشهد مدنيون أمام الكوادر الطبية التي لا تملك الأدوات ولا الدواء ولا الوقود اللازم لتشغيل الأجهزة.

الاحتلال يستأنف عدوانه: عودة الحصار والدمار

في سياق متصل، استأنف الاحتلال الإسرائيلي فجر 18 آذار/مارس 2025 عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد هدنة مؤقتة استمرت شهرين وفق اتفاق وقف إطلاق نار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي. ورغم الاتفاق، فقد واصلت "إسرائيل" خرق بنوده بشكل ممنهج خلال فترة التهدئة، مما فاقم الأوضاع الإنسانية.

حصيلة الكارثة: إبادة جماعية بدعم دولي

منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ترتكب "إسرائيل"، بدعم أميركي وأوروبي، ما يمكن وصفه بالإبادة الجماعية في قطاع غزة، حيث تجاوز عدد الشهداء والجرحى أكثر من 170 ألفًا، معظمهم من الأطفال والنساء. كما سُجل أكثر من 14 ألف مفقود، في ظل غياب أي تحرك دولي فعّال.

دعوة عاجلة لإنقاذ أرواح الأبرياء

بناءً على كل ما سبق، تُعد تصريحات أبو سلمية ناقوس خطر يُحتم على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية التدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. فاستمرار الحصار وتدهور المنظومة الصحية قد يؤدي إلى كارثة إنسانية أعمق، سيدفع ثمنها الأبرياء في غزة.