المواجهة الخفية: عمليات استخباراتية متبادلة بين إسرائيل وإيران.. و"أرشيف الأسرار" في قلب الصراع

profile
  • clock 7 يونيو 2025, 3:17:07 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
إسرائيل وإيران

حرره/ 180 تحقيقات 

في تصعيد جديد للحرب الاستخباراتية الخفية بين إيران وإسرائيل، كشفت مصادر شديدة الاطلاع لقناة الميادين أن جهاز الاستخبارات الإيراني تمكّن مؤخراً من الحصول على "كمية ضخمة من الوثائق والمعلومات الاستراتيجية بالغة الحساسية" تتعلق بمشاريع الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما منشآته النووية.

 

عملية إيرانية معقدة وسرية

 

وبحسب المصادر، فإن العملية الاستخباراتية الإيرانية نُفذت قبل مدة غير محددة، غير أن ضخامتها وحساسية ما تم الحصول عليه فرضتا حالة من التكتّم التام لحين تأمين نقل الوثائق إلى "المواقع الآمنة المطلوبة" داخل إيران.


وتضمنت الحمولة آلاف الوثائق، بالإضافة إلى صور ومقاطع فيديو، تحتاج دراستها وتحليلها إلى وقت طويل، وفقاً للتسريبات.

 

إذا صحّت هذه المعلومات، فإن ما جرى يُعدّ أحد أكبر الاختراقات الاستخباراتية التي يتعرض لها الأمن الإسرائيلي منذ سنوات، وسط تساؤلات عن حجم الضرر المحتمل، وتوقيت الكشف عنه.

 

رد إيراني على "أرشيف طهران

 

المحلل الأمني والاستخباراتي الإسرائيلي يوسي ميلمان علّق على هذه الأنباء بالقول:

 

 "إيران تدّعي أنها حصلت على وثائق حساسة تتعلق بإسرائيل، تشمل معلومات حول مشاريع نووية. إذا صحّ هذا الادعاء، فإن العملية تُعتبر ردًا على سرقة الأرشيف النووي الإيراني في العملية التي نفذها جهاز الموساد في 2018".

 

أرشيف 2018: ضربة موجعة من الموساد

 

في المقابل، لا تزال عملية الموساد الإسرائيلي التي استهدفت الأرشيف النووي الإيراني في يناير 2018، واحدة من أكثر الضربات الاستخباراتية حساسية في تاريخ المنطقة.
حينها، نجح فريق من عملاء الموساد في اقتحام مستودع سري وسط طهران، وانتزاع أكثر من 55 ألف وثيقة ورقية و183 قرصاً مدمجاً تحتوي على بيانات تتعلق بمسار البرنامج النووي الإيراني، قبل أن يتم تهريبها خارج إيران خلال ساعات، ونقلها إلى إسرائيل.

 

وقدمت تل أبيب تلك الوثائق إلى الولايات المتحدة ووكالة الطاقة الذرية الدولية، كمستندات تؤكد أن طهران كانت تطور برنامجاً نووياً عسكرياً سرياً، في انتهاك محتمل للاتفاق النووي الموقع عام 2015.

 

حرب عقول وأجهزة

 

تشير العمليتان، الإيرانية والإسرائيلية، إلى أن طبيعة المواجهة بين الطرفين لم تعد مقتصرة على التحريض السياسي أو الاستهداف العسكري عبر الوكلاء، بل تطورت إلى مستوى "صراع أجهزة استخبارات"، قائم على التخطيط طويل الأمد، والاختراق في العمق، والتعامل مع معلومات حساسة قد تغير مسار الأحداث.

 

وبينما تصعّد إسرائيل ضغوطها في ملف النووي الإيراني، وتسعى لحرمان طهران من أي قدرة على تخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية، يبدو أن إيران بدورها تسعى لإثبات قدرتها على اختراق المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وإعادة ضبط معادلة الردع.

 

هل نشهد فصلاً جديداً من الحرب الاستخباراتية؟

 

مع تطور القدرات السيبرانية وتكثيف الاستهداف المتبادل بين الموساد والأجهزة الإيرانية، يُتوقع أن نشهد في المرحلة المقبلة فصلاً أكثر تصعيدًا من هذه الحرب الاستخباراتية غير المعلنة، خاصة إذا تحوّلت التسريبات الإيرانية الأخيرة إلى مادة موثقة تُستخدم في المعارك السياسية أو الأمنية المقبلة.

التعليقات (0)