-
℃ 11 تركيا
-
17 أغسطس 2025
المقترح الأميركي الجديد لوقف إطلاق النار في غزة: خطوات متعددة لإنهاء الحرب وإعادة إعمار القطاع
توقعات المرحلة القادمة
المقترح الأميركي الجديد لوقف إطلاق النار في غزة: خطوات متعددة لإنهاء الحرب وإعادة إعمار القطاع
-
16 أغسطس 2025, 4:06:29 م
-
421
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
غزة
محمد خميس
أفادت صحيفة يسرائيل هيوم اليوم السبت، بأن الولايات المتحدة الأميركية أعدت مقترحًا محدثًا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد محادثات حركة حماس مع الوسطاء في القاهرة، والمباحثات التي جرت هذا الأسبوع مع إسرائيل. ويجري جميع الأطراف حاليًا دراسة مسودة المقترح، الذي وصفته مصادر أميركية وعربية بأنه بنية تحتية لكسر الجمود في المفاوضات.
ويهدف المقترح الأميركي إلى وضع تسوية دائمة متعددة المراحل، تبدأ بمقترح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وتنتهي بوقف إطلاق نار طويل الأمد يحقق هدنة مستدامة في القطاع. وتتمثل الفكرة الرئيسة للمقترح في تجنب الاصطدام بالموقف الإسرائيلي الرافض للصفقات الجزئية، وفي الوقت نفسه إتاحة وقف إطلاق نار مؤقت يرافقه الإفراج عن جزء من الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف النار.
المراحل الأساسية للمقترح
تعتمد المرحلة الأولى من المقترح على مقترح ويتكوف مع إدخال تغييرات طفيفة، حيث ينص على الإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء وجثث القتلى. خلال هذه المرحلة، يُسمح بالدخول في مفاوضات حول شروط إنهاء الحرب، والتي تشمل نزع سلاح حماس، وإجلاء قادتها المتبقين في القطاع، ونقل المسؤولية المدنية إلى جهة دولية.
وتعتبر أهم نقاط المقترح الجديد تطبيق الإدارة المدنية الدولية لأهالي القطاع خلال فترة وقف إطلاق النار، قبل التوصل إلى أي اتفاقات نهائية، ما يعني تخلي حماس عن السيطرة المدنية لصالح جهة دولية مؤقتة. وتهدف هذه الخطوة إلى إخراج المدنيين من معادلة الحرب، وحماية سكان غزة، والبدء في إعادة إعمار القطاع دون تبعية مباشرة لحماس.
الدعم الأميركي والتوقيت الحرج
أكد مصدر أميركي أن إسرائيل ستتلقى دعمًا أميركيًا كاملًا في حال رفضت حماس الاتفاق، موضحًا أن هذا الدعم ليس مفتوح المدى، وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى لإنهاء الحرب في غزة خلال أسابيع أو أشهر قليلة على الأكثر.
وأشار المصدر إلى أن التوقيت الحالي حساس جدًا، خاصة في ظل الوضع الدبلوماسي الدولي تجاه إسرائيل، والأحداث المرتبطة بالحرب قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، بعد أن أعلنت بعض الدول الغربية عن نواياها للاعتراف بالدولة الفلسطينية والدفع نحو قرارات دولية لإنهاء الحرب.
كما لا يُستبعد أن يقوم ترامب، الذي نجح سابقًا في إنهاء نزاعات في الهند وباكستان، وأذربيجان وأرمينيا، وتايلاند وكمبوديا، بزيارة إسرائيل لضمان إتمام الاتفاق، خصوصًا بعد إنجازه المهام المتعلقة بالحرب في أوكرانيا، وفق ما ذكرته صحيفة يسرائيل هيوم.
الأبعاد الإنسانية والسياسية للمقترح
يشمل المقترح الأميركي أبعادًا إنسانية وسياسية تهدف إلى تقليل حجم المعاناة في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني تحت حصار شامل ونقص حاد في الغذاء والدواء والمستلزمات الطبية. ويسعى المقترح إلى توفير حماية للمدنيين، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، وإعادة إنشاء إدارة مدنية مستقرة.
من الناحية السياسية، يُتيح المقترح إمكانية فتح قناة تفاوضية مباشرة بين إسرائيل وحماس عبر الوسطاء الدوليين، مع إدراج خطوات واضحة لنزع السلاح، والإشراف الدولي على القطاع، وهو ما قد يشكل تغييرًا جذريًا في آلية إدارة الصراع وتقليل الاعتماد على الحل العسكري فقط.
توقعات المرحلة القادمة
من المتوقع أن تشهد المرحلة القادمة دراسة دقيقة للمقترح الأميركي من قبل جميع الأطراف، مع تقديم تعديلات قد تشمل تمديد وقف إطلاق النار، أو إدراج ضمانات دولية إضافية. وتشير المصادر إلى أن نجاح المقترح يتوقف على قبول حماس بالآليات الدولية والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين كخطوة أولى، وهو ما سيضع الأساس للتوصل إلى اتفاق طويل الأمد يضمن استقرار القطاع وبدء إعادة الإعمار.
كما أن أي تقدم في هذه المفاوضات قد يخفض من حدة القصف والهجمات العسكرية، ويتيح المجال للمساعدات الإنسانية لدخول غزة بشكل آمن، بما يخفف من حجم الكارثة الإنسانية التي يواجهها السكان المدنيون.









