تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

أكّد مندوب الكيان الصهيوني في جلسة مجلس الأمن الدولي، مساء الخميس، أن "إسرائيل لديها التزام أخلاقي وتاريخي بحماية الطائفة الدرزية في المنطقة"، وذلك في سياق نقاشات موسّعة حول التوترات الإقليمية والتداعيات الإنسانية المترتبة عليها. واعتبر أن المكوّن الدرزي في سوريا ولبنان يُشكّل "عنصرًا أصيلًا يستحق الحماية والدعم"، بحسب تعبيره.

تصريحات تأتي وسط تصعيدات عسكرية واتهامات بارتكاب انتهاكات

ورغم هذه التصريحات، جاءت الجلسة في وقت تستمر فيه العمليات العسكرية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي السورية، بما في ذلك المناطق المتاخمة لبلدات ذات أغلبية درزية. وقد أثارت التقارير الحقوقية انتقادات واسعة للعدوان المستمر، والذي لم يوفّر أحياء مدنية مأهولة.

وأعربت منظمات إنسانية عن استغرابها من التناقض بين إعلان "الالتزام الأخلاقي" واستمرار الاستهداف العسكري الذي طال مناطق تضم سكانًا من الطائفة نفسها.

انتقادات داخل المجلس بشأن ازدواجية المعايير

مندوبون من دول أعضاء في المجلس تساءلوا عن مدى جدية الكيان الصهيوني في حماية حقوق الأقليات، في ظل ممارساته العسكرية على أرض الواقع. وقال أحد المندوبين الأوروبيين: "الحديث عن حماية الدروز لا يتماشى مع واقع العدوان في جنوب سوريا... الحماية لا تكون عبر القصف، بل عبر احترام السيادة والكرامة الإنسانية".

خلفية تاريخية للعلاقة بين الدروز والكيان الصهيوني

يرتبط الدروز في إسرائيل بعلاقات متشابكة مع الحكومة والجيش، حيث يخدم العديد منهم في المؤسسات العسكرية، إلا أن أوضاع الدروز في سوريا ولبنان تظل حسّاسة بسبب الصراعات الدائرة. ويأتي حديث الاحتلال عن "الحماية" في إطار محاولات الترويج لصورته كمُدافع عن الأقليات، رغم الاتهامات المتكررة بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين في مناطق النزاع.

التصريحات في ميزان الواقع الميداني

بينما تسوّق القيادة السياسية للكيان الصهيوني صورة الالتزام الأخلاقي، يظل الواقع الميداني في المناطق المتأثرة بالصراع يشكك في مدى مصداقية هذه التصريحات. وتبقى الطائفة الدرزية، كسائر مكوّنات المجتمعات المشرقية، بحاجة إلى حماية فعلية قائمة على العدالة ووقف العدوان لا على شعارات سياسية تُطرح في أروقة مجلس الأمن.