-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
الكونغو الديمقراطية تتخلى عن مطلب الانسحاب الفوري للقوات الرواندية
الكونغو الديمقراطية تتخلى عن مطلب الانسحاب الفوري للقوات الرواندية
-
28 يونيو 2025, 12:52:20 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قالت أربعة مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" إن المفاوضين الكونغوليين تخلوا عن مطلبهم السابق بسحب القوات الرواندية من شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية على الفور، ما مهّد الطريق أمام توقيع اتفاق سلام بوساطة الولايات المتحدة، من المقرر إنجازه اليوم الجمعة. وتهدف الاتفاقية إلى إنهاء الصراع الدموي في شرق الكونغو الذي تأجج لسنوات، وفي الوقت ذاته جذب الاستثمارات الغربية إلى قطاعي التعدين في الكونغو ورواندا، حيث تتمركز رواسب استراتيجية مثل التنتالوم، الذهب، الكوبالت، النحاس والليثيوم. وبموجب الاتفاق، ستتمكن الولايات المتحدة من تأمين وصول أفضل إلى هذه المعادن الحيوية التي تعتبر ضرورية لصناعات التكنولوجيا والطاقة النظيفة.
ضغوط أمريكية سابقة
كانت واشنطن قد ضغطت سابقًا لجعل انسحاب القوات الرواندية شرطًا مسبقًا للتوقيع، وهو ما تضمّنته مسودة اتفاق أولية صادقت عليها أطراف دبلوماسية. لكن بحسب ثلاثة مصادر لـ"رويترز"، صيغت النسخة الجديدة من الاتفاق بحيث تطالب بانسحاب القوات الرواندية على مدى عدة أشهر بدلاً من فوريًا. كما أوضح مصدران آخران أن هذا الانسحاب التدريجي سيكون مشروطًا بتنفيذ عمليات عسكرية ضد "القوات الديمقراطية لتحرير رواندا"، وهي جماعة متمردة معارضة لحكومة كيغالي تتخذ من الكونغو قاعدة لها.
وجود عسكري كبير
بحسب دبلوماسيين ومحللين، كانت رواندا قد أرسلت ما لا يقل عن 7 آلاف جندي عبر الحدود لدعم حركة "إم-23" المتمردة في شرق الكونغو خلال هذا العام، وهو ما أجج التوترات الإقليمية. وتعتبر هذه المناطق محورًا اقتصاديًا مهمًا بسبب ثرواتها المعدنية، وتسبب الصراع في زعزعة الأمن، وتهديد الاستثمارات، وزيادة معاناة السكان المحليين الذين يعانون من النزوح والعنف. ومن المتوقع أن يوقع مسؤولون كونغوليون وروانديون اتفاق سلام نهائي في واشنطن اليوم الجمعة، في محاولة لإنهاء دوامة العنف التي تعود جذورها جزئيًا إلى الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.
بنود رئيسية للاتفاق
وقع خبراء فنيون من الجانبين الأسبوع الماضي على مسودة اتفاق سلام تضمنت بنودًا تتعلق بـ"سلامة الأراضي، حظر الأعمال العدائية، فك الارتباط، نزع السلاح والدمج المشروط للجماعات المسلحة". وأشاروا إلى وجود آلية رقابة جرى التوافق عليها ضمن جهود السلام السابقة المدعومة من أنغولا، ستتولى التحقق من انسحاب القوات الرواندية وضبط العمليات العسكرية الكونغولية ضد المتمردين الروانديين.
توقيع مبدئي في واشنطن
في سياق متصل، كانت جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا قد وقعتا بالأحرف الأولى على نص اتفاق سلام جديد تحت رعاية الولايات المتحدة وقطر، وفق بيان مشترك صدر الأربعاء. وبحسب البيان الرسمي الصادر عن وزارتي خارجية البلدين، فإن الاتفاق يستند إلى إعلان المبادئ الذي تم التوافق عليه في أبريل الماضي، ويتضمن أحكامًا واضحة بشأن احترام سلامة الأراضي ووقف الأعمال العدائية في شرق الكونغو.
اجتماعات وزارية مرتقبة
ومن المقرر أن يتم التوقيع الرسمي على الاتفاق في اجتماع وزاري رفيع المستوى بواشنطن في 27 يونيو الجاري، بحضور وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو. وجرى التوصل إلى النص النهائي بعد ثلاثة أيام من ما وصفه الطرفان بـ"الحوار البناء حول المصالح السياسية والأمنية والاقتصادية" بين وفدي الكونغو ورواندا في العاصمة الأمريكية.
التزامات أمنية واقتصادية
يتضمن الاتفاق أيضًا أحكامًا بشأن فك الارتباط ونزع السلاح والدمج المشروط للجماعات المسلحة غير التابعة للدولة، وهي قضايا رئيسية في أي محاولة جادة لإعادة الاستقرار إلى المناطق الشرقية المضطربة. وتؤكد المسودة التي اطلعت عليها "رويترز" أن شرط التوقيع النهائي على الاتفاق هو التزام رواندا بسحب قواتها وأسلحتها ومعداتها من الكونغو، ضمن جدول زمني متفق عليه، ما يشير إلى تسوية دقيقة بين مطالب الأمن والاستقرار المحلي والضغوط الدولية لإنهاء النزاع.
آمال بإنهاء النزاع
ويُنظر إلى الاتفاق المرتقب باعتباره خطوة مهمة نحو إنهاء الصراع المزمن الذي تسبب في معاناة إنسانية واسعة النطاق ونزوح مئات الآلاف، وهدد بتقويض استثمارات التعدين الحيوية. كما تأمل الولايات المتحدة والدول الراعية في أن يمهد هذا الاتفاق الطريق أمام تدفق الاستثمارات الغربية إلى هذه المنطقة الغنية بالموارد، مقابل التزامات أمنية متبادلة وضمانات بتحقيق الاستقرار، بما يضمن مصالح جميع الأطراف ويضع حدًا لعقود من العنف المسلح في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.








