تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي في شن عدوانها الشامل على قطاع غزة لليوم الـ656، حيث تواصل استهداف المدنيين والنازحين والمناطق السكنية بغارات جوية مكثفة وقصف مدفعي، وسط دعم عسكري وسياسي أمريكي وصمت دولي يُثير الاستغراب. وقد أسفر التصعيد المستمر عن مئات الشهداء والجرحى، في ظل أزمة إنسانية خانقة ونزوح قسري لملايين الفلسطينيين.

تصعيد ميداني متواصل ومجازر دموية

تشير تقارير طبية وميدانية إلى استشهاد ما لا يقل عن 30 فلسطينيًا منذ فجر اليوم الأربعاء جراء القصف الإسرائيلي، بينهم أطفال ونساء. وأكد مستشفى العودة في النصيرات وصول جثامين 4 شهداء استهدفهم الاحتلال عند نقطة توزيع مساعدات في وادي غزة.

كما أسفرت غارة جوية إسرائيلية على محيط أبراج عين جالوت في النصيرات عن استشهاد المواطن رأفت عبد الهادي، إضافة إلى وقوع إصابات متعددة. وارتقى أيضًا 14 شهيدًا في مناطق متفرقة من محافظة خان يونس، بينهم 6 في بني سهيلا، و4 قرب نقاط المساعدات.

وفي دير البلح، انتشلت الطواقم الطبية جثامين 6 شهداء جراء قصف سابق، من بينهم:

محمد سليم الزريعي

قصي رأفت أبو بكرة

رواد محمد قنن

عمار أحمد السلقاوي

وشهيدان من عائلة أبو موسى

كما استشهدت الصحفية ولاء الجعبري وزوجها أمجد الشاعر وخمسة من أطفالهم في مجزرة مروّعة استهدفت منزل العائلة في تل الهوا، غرب مدينة غزة.

أرقام مفزعة وخسائر بشرية ومادية ضخمة

ووفق وزارة الصحة في غزة، بلغ عدد الشهداء منذ بدء العدوان أكثر من 59,219 شهيدًا، إلى جانب 143,045 جريحًا، مع فقدان أكثر من 11 ألف فلسطيني تحت الأنقاض، في وقت تواجه فيه أكثر من مليوني نسمة خطر المجاعة والتشريد.

منذ خرق الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس 2025، قُتل أكثر من 8,363 شهيدًا، وأصيب أكثر من 31,004. ومنذ تحويل نقاط توزيع المساعدات إلى مصائد قتل في 27 مايو، بلغ عدد الشهداء 1060 شهيدًا، و7207 جريحًا، إضافة إلى 45 مفقودًا.

العدوان يستهدف البنية التحتية والطواقم الإنسانية

لم تسلم الطواقم الإنسانية من عدوان الاحتلال، حيث استشهد:

1,582 من الكوادر الطبية

115 من عناصر الدفاع المدني

754 من عناصر الشرطة وأمن توزيع المساعدات

وأدى العدوان إلى تدمير أكثر من 88% من مباني القطاع، وخسائر تجاوزت 62 مليار دولار. كما دمر الاحتلال أكثر من 149 مدرسة وجامعة تدميرًا كليًا، و828 مسجدًا، و19 مقبرة، إضافة إلى تدمير آلاف المنازل فوق رؤوس ساكنيها.

إبادة جماعية في ظل تواطؤ دولي

ما يجري في غزة ليس مجرد عدوان عسكري بل حرب إبادة جماعية بكل المقاييس، ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي وتواطؤ دولي. وبينما يستمر العالم في صمته، يعيش أهالي القطاع مأساة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم، وسط دمار شامل ونقص حاد في الغذاء والدواء والمأوى.