تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

انهيار المنظومة الطبية وسط استمرار القصف

أعلن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الجمعة، أن نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة قد انهار بشكل كامل، نتيجة العدوان المتواصل الذي يشنه الكيان الصهيوني على القطاع منذ أشهر، والذي خلّف دمارًا واسعًا في المستشفيات والمراكز الطبية، وأدى إلى نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الأساسية.

وفي بيان رسمي، أكدت اللجنة أن الوضع الإنساني في غزة بلغ مرحلة كارثية غير مسبوقة، مشيرة إلى أن المستشفيات لم تعد قادرة على استقبال المصابين، وأن الطواقم الطبية تعمل في ظروف بالغة الخطورة، دون كهرباء أو مياه أو أدوات جراحية كافية.

استهداف ممنهج للمرافق الصحية

أوضح البيان أن العدوان الإسرائيلي استهدف بشكل مباشر مستشفيات ومراكز إسعاف ومخازن أدوية، ما أدى إلى خروج معظمها عن الخدمة، في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني الذي يُلزم بحماية المنشآت الطبية أثناء النزاعات المسلحة.

وقال المتحدث باسم الصليب الأحمر:

"ما نشهده في غزة ليس مجرد أزمة صحية، بل انهيار شامل لمنظومة الرعاية... المرضى يُعالجون على الأرض، والجرحى يُتركون لساعات دون تدخل، والمستشفيات تحوّلت إلى ملاجئ للنازحين."

دعوات عاجلة لوقف العدوان وتسهيل دخول المساعدات

دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف العدوان الذي يشنه الكيان الصهيوني على غزة، والسماح بدخول المساعدات الطبية والفرق الإنسانية دون عوائق، محذّرة من أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى تفشي الأوبئة وارتفاع معدلات الوفيات بين المدنيين، خاصة الأطفال وكبار السن.

كما طالبت اللجنة بفتح ممرات آمنة لنقل المرضى إلى خارج القطاع، وتوفير الحماية للطواقم الطبية التي تعمل تحت القصف، في ظل غياب أي ضمانات أمنية.

تصريحات الصليب الأحمر تُسلّط الضوء على الوجه الأكثر مأساوية للعدوان الإسرائيلي على غزة، حيث لا يقتصر الاستهداف على المباني والبنية التحتية، بل يمتد إلى حرمان السكان من حقهم في العلاج والنجاة. وبين انهيار النظام الصحي وصمت المجتمع الدولي، يواجه الفلسطينيون في غزة معركة مزدوجة: ضد القصف، وضد الموت البطيء في غرف الإسعاف المتهالكة.