تكبير الخط تصغير الخط

في لحظة مؤثرة خلال افتتاح الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي، وجهت رئيسة لجنة التحكيم، النجمة الفرنسية جولييت بينوش، تحية خاصة إلى روح المصورة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، التي قُتلت نتيجة قصف صهيوني على غزة في منتصف أبريل الماضي.

وأكدت بينوش في كلمتها الافتتاحية مساء الثلاثاء: "كان ينبغي أن تكون فاطمة معنا الليلة... الفن يبقى. فهو الشهادة القوية على حياتنا وأحلامنا."

تذكير بالضحايا والرهائن حول العالم

بينوش لم تكتف بتكريم حسونة، بل وسّعت خطابها ليشمل التضامن مع ضحايا النزاعات في العالم، موجهة تحية لجميع الرهائن والسجناء والغرقى الذين يعانون من ويلات الحروب، وأشارت تحديدًا إلى "رهائن السابع من أكتوبر"، في إشارة إلى العمليات التي شهدها ذلك اليوم في المنطقة.
وقالت: "جميع الرهائن والسجناء والغرقى يقاسون الرعب ويموتون في شعور رهيب بالتخلي".

رسالة مفتوحة: 400 فنان عالمي يكسرون الصمت بشأن غزة

بالتوازي مع افتتاح المهرجان، صدرت رسالة مفتوحة وقعها نحو 400 من أبرز الأسماء في عالم السينما، بينهم المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار والممثل الأمريكي ريتشارد غير، دعوا فيها إلى كسر "الصمت" حيال الإبادة الجماعية في غزة.

وأشادت الرسالة بفاطمة حسونة، التي يُعرض فيلم وثائقي يتمحور حول حياتها وقصتها ضمن فئة موازية في مهرجان كان، مما يمنحها تكريمًا فنيًا وإنسانيًا عالميًا بعد رحيلها.

الفن في مواجهة الفوضى: قضايا كبرى على المسرح العالمي

في خطابها، لم تغفل بينوش الإشارة إلى قضايا إنسانية وكونية معقدة، منها الحرب، الفقر، تغير المناخ، كراهية النساء، والانحدار القيمي للبشرية.
قالت بصراحة وقلق: "الحرب والفقر وتغير المناخ وكراهية النساء وشياطين همجيتنا لا تسمح لنا بأي قسط من الراحة"،وفي رسالة ذات بعد إنساني عميق، دعت بينوش إلى استخدام الفن كوسيلة للتغيير: "علينا الدفع قدما لإبراز اللطف، وتحويل رؤانا، علاج جهلنا، والتخلي عن مخاوفنا وأنانيتنا وتغيير مسارنا".

مهرجان كان: سحر الفن في قلب العاصفة

وسط أجواء من التأمل والتأثر والتضامن الإنساني، تستمر فعاليات مهرجان كان السينمائي بمشاركة لامعة من نجوم السينما العالميين، مثل روبرت دي نيرو وليوناردو دي كابريو.

ويُختتم المهرجان يوم 24 مايو، حيث سيتم الإعلان عن الفائز بـالسعفة الذهبية لأفضل فيلم من بين 22 فيلمًا مشاركًا في المنافسة الرسمية.