أرقام صادمة: تدمير ممنهج للقطاع الزراعي

الزراعة المنزلية في غزة.. سلاح الصمود في وجه الحصار والحرب

profile
  • clock 14 يوليو 2025, 4:45:40 م
  • eye 430
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

في قلب الدمار والمعاناة، تُزهر الحياة من جديد في حدائق البيوت الصغيرة بغزة، حيث تحوّلت الزراعة المنزلية إلى وسيلة مقاومة ووسيلة بقاء.

مزارع صغير في حي الشيخ رضوان

في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، يتنقل الستيني أحمد أبو سمرة بين شتلات زرعها في حديقة منزله، وكأنه يراقب كنزًا ثمينًا. البندورة، البطاطا، الباذنجان، وحتى الكوسا والملوخية أصبحت جزءًا من يومياته. لا تُعدّ مزروعاته مجرد غذاء، بل رمزًا للصمود في وجه الحصار ونقص الموارد.

اضطر أبو سمرة لنقل الزراعة من الجهة الجنوبية إلى الشمالية لحماية البذور من الطيور، وابتكر حلولًا بديلة لتعويض نقص الأسمدة الكيميائية، فاعتمد على السماد العضوي من فضلات الطعام وبقايا النباتات، ما سمح له بزراعة شتلات الفول محليًا.

أرقام صادمة: تدمير ممنهج للقطاع الزراعي

بحسب بيان صادر عن منظمة الأغذية والزراعة (فاو) في يناير/كانون الثاني الماضي، فإن 75٪ من الحقول الزراعية في قطاع غزة دُمّرت بفعل الحرب الإسرائيلية، إلى جانب بساتين أشجار الزيتون، التي كانت تمثّل مصدر دخل وغذاء لعشرات آلاف الأسر.

وأشارت "فاو" إلى أن أكثر من ثلثي الآبار الزراعية خرجت عن الخدمة، مما أدى إلى شُحّ مياه الري. كما وصلت خسائر الثروة الحيوانية إلى 96٪، وتوقف إنتاج الحليب تقريبًا، فيما لم يبقَ سوى 1٪ من الدواجن على قيد الحياة، ما فاقم أزمة الأمن الغذائي في القطاع المحاصر.

الزراعة المنزلية: مقاومة بالحياة

رغم التحديات المدمرة، تشكّل الزراعة المنزلية بارقة أمل في حياة الفلسطينيين بغزة. فهي لا توفّر فقط الغذاء الأساسي في ظل المجاعة التي تفرضها آلة الحرب، بل تعزز روح الاعتماد على الذات وتحيي ثقافة الزراعة الشعبية داخل المجتمع.

هذه المبادرات الصغيرة تمثل شكلًا من أشكال المقاومة المدنية، التي باتت ضرورية في ظل غياب المقومات الاقتصادية وتدمير البنية التحتية بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر.

حصيلة الحرب: أرقام تفوق الوصف

منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي مطلق، ارتكاب مجازر جماعية في غزة. وقد أسفرت الحرب عن استشهاد أكثر من 57,012 فلسطينيًا، وإصابة ما يزيد عن 134,592 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، ولا يزال الآلاف تحت الأنقاض حتى اليوم.

 الزراعة في غزة لم تعد مجرد نشاط زراعي، بل تحوّلت إلى فعل مقاومة، وتمسك بالحياة، وتحدٍ للإبادة. ففي كل ورقة خضراء نبتت من أرض محاصرة، صرخة تقول: "نحن باقون".

 

التعليقات (0)