الاحتلال الإسرائيلي يهدد بهدم مدرسة الزويدين الثانوية شرق يطا جنوب الخليل

profile
  • clock 15 سبتمبر 2025, 9:00:23 ص
  • eye 425
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

 

في تصعيد جديد يستهدف الحق الفلسطيني في التعليم، أصدرت ما تُسمى الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي إخطارًا يقضي بهدم مدرسة الزويدين الثانوية الواقعة في منطقة البادية شرق يطا جنوب الخليل في الضفة الغربية المحتلة. القرار أثار غضبًا واسعًا في الأوساط الفلسطينية، خاصة وأن المدرسة تقع داخل المخطط الهيكلي والتنظيمي لقرية الزويدين، ما يجعل الإجراء الإسرائيلي اعتداءً صارخًا على القوانين الدولية وحقوق الإنسان الأساسية.

خلفية القرار الإسرائيلي

أوضحت مصادر محلية أن هذا القرار لم يأتِ بمعزل عن التحريض الاستيطاني المستمر، إذ أشارت إلى أن مؤسسة ريغافيم الاستيطانية كانت وراء الحملة الأخيرة التي استهدفت المدرسة. ففي العاشر من الشهر الماضي، رفعت المؤسسة دعاوى وادّعت أن المدرسة أقيمت على ما تصفه سلطات الاحتلال بأنه "محمية طبيعية". هذا الادعاء جاء ذريعة للضغط على وزارة البيئة الإسرائيلية والإدارة المدنية وحكومة الاحتلال للمطالبة بهدم المبنى التعليمي.

مدرسة الزويدين.. ثمرة جهود المجتمع المحلي

تأسست مدرسة الزويدين الثانوية بمبادرة ودعم من المجتمع المحلي الفلسطيني، وافتتحت مع بداية العام الدراسي الحالي لتخدم أكثر من 160 طالبًا وطالبة من الصف السابع حتى الصف الثاني الثانوي. هذه المدرسة لم تكن مجرد مبنى تعليمي، بل شكلت شريان حياة للمنطقة، حيث وفرت للطلبة فرصة الحصول على التعليم داخل قريتهم بدلًا من قطع مسافات طويلة للوصول إلى مدارس أخرى.

الأبعاد الإنسانية للهدم

استهداف المدرسة الفلسطينية يتجاوز مجرد مبنى من الحجارة والإسمنت، فهو يمثل اعتداءً مباشرًا على حق الأطفال في التعليم، والذي تكفله القوانين الدولية والاتفاقيات الإنسانية، وعلى رأسها اتفاقية حقوق الطفل واتفاقيات جنيف. حرمان أكثر من 160 طالبًا من بيئة تعليمية آمنة ومستقرة يعني محاولة اغتيال مستقبلهم التعليمي، وزرع حالة من الإحباط والحرمان داخل المجتمع الفلسطيني.

سياسة هدم المدارس.. أداة للتطهير العرقي

ما يحدث في مدرسة الزويدين ليس حالة فردية، بل يأتي ضمن سياسة إسرائيلية ممنهجة تستهدف هدم المدارس والمنشآت التعليمية في مختلف مناطق الضفة الغربية، خاصة في المناطق المصنفة (ج) والمناطق الحدودية. الهدف من هذه السياسة هو التضييق على الفلسطينيين، ودفعهم إلى الهجرة القسرية من قراهم وأراضيهم، ما يندرج ضمن سياسة التطهير العرقي التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين منذ عقود.

دعوات فلسطينية لوقف الجريمة

في مواجهة هذا القرار الجائر، أطلق المواطنون الفلسطينيون والهيئات المحلية في يطا والخليل نداءات عاجلة إلى المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية، بضرورة التدخل الفوري والضغط على سلطات الاحتلال لوقف سياسة هدم المدارس. كما دعت الفعاليات الشعبية إلى تنظيم وقفات تضامنية وحملات إعلامية تهدف إلى فضح الممارسات الإسرائيلية أمام الرأي العام العالمي.

الموقف القانوني الدولي

القوانين الدولية واضحة في هذا السياق؛ فاستهداف المدارس والمرافق التعليمية في أوقات السلم أو النزاع يُعتبر جريمة حرب بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. كما أن اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 تحظر المساس بالمنشآت المدنية التي تخدم السكان، خصوصًا المؤسسات التعليمية والصحية. وبناءً عليه، فإن القرار الإسرائيلي بهدم مدرسة الزويدين يشكل انتهاكًا صارخًا لكل القوانين والأعراف الدولية.

التعليقات (0)